التفاسير

< >
عرض

وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ
١٠
فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً
١١
وَيَصْلَىٰ سَعِيراً
١٢
إِنَّهُ كَانَ فِيۤ أَهْلِهِ مَسْرُوراً
١٣
إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ
١٤
بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً
١٥
-الانشقاق

محاسن التأويل

{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ } أي: أعطي كتاب عمله بشماله من وراء ظهره، وهو على هيئة المغضوب عليه، أمام الملك المنصرف به عن ذاك المقام إلى دار الهوان: { { لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [النحل: 60] , { فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً } أي: ينادى بالهلاك وهو أن يقول: واثبوراه ! واويلاه ! وهو من قولهم دعا فلان لهفهُ، إذا قال: والهفاهُ. { وَيَصْلَى سَعِيراً } أي: يدخل ناراً يحترق بها.
{ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً } أي: منعماً مستريحاً من التفكر في الحق والدعاء إليه والصبر عليه لا يهمه إلا أجوفاه، بطراً بالنعم، ناسياً لمولاه { إِنَّهُ ظَنَّ أن لَّن يَحُورَ } أي: لن يرجع إلى ربه، أو إلى الحياة بالبعث لاعتقاده أنه يحيي ويموت ولا يهلكه إلا الدهر؛ فلم يك يرجو ثواباً ولا يخشى عقاباً ولا يبالي ما ركب من المآثم، على خلاف ما قيل المؤمنين:
{ { قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } [الطور: 26]، { { إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ } [الحاقة: 20] , { بَلَى } أي: لَيحورن وليرجعن إلى ربه حياً كما كان قبل مماته { إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً } أي: بما أسلف في أيامه الخالية فيجازيه عليه.