التفاسير

< >
عرض

فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ
١٢٩
-التوبة

محاسن التأويل

{ فَإِنْ تَوَلَّوْا } أي: أعرضوا عن الإيمان بك، وناصبوك: { فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ } أي: فاستعن به، وفوض إليه، فهو كافيك وناصرك عليهم.
وقال القاشاني: أي: لا حاجة لي بكم، ولا باستعانتكم، كما لا حاجة للإنسان إلى العضو المألوم المتعفّن الذي يجب قطعه عقلاً، أي: الله كافيني فلا مؤثر غيره، ولا ناصر إلا هو، كما قال: { لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } أي: فوضت أمري إليه، وبه وثقت: { وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } أي: المحيط بك شيء، يأتي منه حكمه وأمره إلى الكل، وتخصيصه لكونه أعظم المخلوقات، فيدخل ما دونه، وقرئ ( العظيم ) بالرفع، على أنه صفة الرب جل وعزّ.
تم ما علقناه صباح الاثنين في 24 رجب سنة 1322 هجرية، في سدة جامع السنانية بدمشق الشام
اللهم يسرلنا بفضلك الإتمام، والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله أجمعين إلى يوم الدين
ويليه الجزء السادس وفيه تفسير سور: يونس وهود ويوسف والرعد