التفاسير

< >
عرض

إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأَرْضُ زِلْزَالَهَا
١
وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالَهَا
٢
-الزلزلة

محاسن التأويل

{ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا } أي: أصابها ذلك الزلزال الشديد والاهتزاز الرهيب. فالإضافة للتفخيم أو الاختصاص، بمعنى الزلزال المخصوص بها، وهي الرجة التي لا غاية وراءها. والأقرب الأول لآية: { { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } [الحج: 1]، وقرئ بفتح الزاي، وقد قيل: هما مصدران. وقيل: المفتوح اسم والمكسور مصدر، وهو المشهور.
{ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا } أي: قذفت ما في باطنها من كنوز ودفائن وأموات وغير ذلك. لشدة الزلزلة وتشقق ظهرها. كقوله:
{ { وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } [الانشقاق: 3 - 4]، والأثقال جمع ثقل، بفتحتين وهو متاع المسافر وكل نفيس مصون. وهذا على الاستعارة. ويجوز أن يكون بكسر فسكون بمعنى حمل البطن، على التشبيه أيضاً؛ لأن الحمل يسمى ثقلاً كما في قوله تعالى: { { فَلَمَّا أَثْقَلَت } [الأعراف: 189]، قاله الشريف المرتضى في "الدرر".