وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { الۤر } يقول أنا الله أرى ويقال قسم أقسم به { كِتَابٌ } أن هذا كتاب يعني القرآن { أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ } بالحلال والحرام والأمر والنهي فلم تنسخ { ثُمَّ فُصِّلَتْ } بيَّنت { مِن لَّدُنْ } من عند { حَكِيمٍ } حاكم أمر أن لا يعبد غيره { خَبِيرٍ } بمن يعبد وبمن لا يعبد { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ } بأن لا توحدوا { إِلاَّ ٱللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِّنْهُ } من الله { نَذِيرٌ } من النار { وَبَشِيرٌ } بالجنة { وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ } وحدوا ربكم { ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } أقبلوا إليه بالتوبة والإخلاص { يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعاً } يعشكم عيشاً { حَسَناً } بلا عذاب { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } إلى وقت معلوم يعني الموت { وَيُؤْتِ } ويعط { كُلَّ ذِي فَضْلٍ } في الإسلام { فَضْلَهُ } ثوابه في الآخرة { وَإِن تَوَلَّوْاْ } عن الإيمان والتوبة { فَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ } أعلم أن يكون عليكم { عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } عظيم { إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ } بعد الموت { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الثواب والعقاب { قَدِيرٌ أَلا إِنَّهُمْ } يعني أخنس بن شريق وأصحابه { يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ } يضمرون في قلوبهم بغض محمد صلى الله عليه وسلم وعداوته { لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ } ليستروا من محمد صلى الله عليه وسلم بغضه وعداوته بإظهار المحبة له والمجالسة معه { أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ } يغطون رؤوسهم بثيابهم { يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ } فيما بينهم وما يضمرون في قلوبهم { وَمَا يُعْلِنُونَ } من القتال والجفاء ويقال من المحبة والمجالسة { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } بما في القلوب من الخير والشر { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا } إلا الله قائم برزقها { وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا } حيث تأوي بالليل { وَمُسْتَوْدَعَهَا } حيث توت فتدفن { كُلٌّ } أي رزق كل دابة وأجلها وأثرها { فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } مكتوب في اللوح المحفوظ مبيّن معلوم مقدر ذلك عليها { وَهُوَ ٱلَّذِي } وإلهكم هو الذي { خَلَق ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } من أيام أول الدنيا طول كل يوم ألف سنة أول يوم منها يوم الأحد وآخر يوم منها يوم الجمعة { وَكَانَ عَرْشُهُ } قبل أن خلق السموات والأرض { عَلَى ٱلْمَآءِ } وكان الله قبل العرش والماء { لِيَبْلُوَكُمْ } ليختبركم بين الحياة والموت { أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } أخلص عملاً { وَلَئِن قُلْتَ } لأهل مكة { إِنَّكُمْ مَّبْعُوثُونَ } محيون { مِن بَعْدِ ٱلْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } كفار مكة { إِنْ هَـٰذَآ } ما هذا الذي يقول محمد عليه الصلاة والسلام { إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } كذب بيّن لا يكون.