{ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ فِرَاشاً } بساطاً ومناماً { وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءً } سقفًا مرفوعاً { وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } مطراً { فَأَخْرَجَ بِهِ } فأنبت بالمطر { مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ } من ألوان الثمرات { رِزْقاً لَّكُمْ } طعاماً لكم ولسائر الخلق { فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً } فلا تقولوا لله أعدالاً وأشكالاً وأشباهاً { وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } أني صانع هذه الأشياء ويقال وأنتم تعلمون في كتابكم أنه ليس له ولد ولا شبيه ولا ند { وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ } في شك { مِّمَّا نَزَّلْنَا } بما نزلنا جبريل { عَلَىٰ عَبْدِنَا } محمد أنه يختلقه من تلقاء نفسه { فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ } فجيئوا بسورة من مثل سورة البقرة { وَٱدْعُواْ شُهَدَآءَكُم } واستعينوا بآلهتكم التي تعبدون { مِّن دُونِ ٱللَّهِ } ويقال برؤسائكم { إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } في مقالتكم { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ } وهذا مقدم ومؤخر يقول لن تفعلوا أي لن تقدروا أن تجيئوا بمثله فإن لم تفعلوا، فإن لم تقدروا أن تجيئوا { فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ } فاخشوا النار إن لم تؤمنوا { ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ } حطبها الكفار { وَٱلْحِجَارَةُ } حجارةِ الكبريت.
{ أُعِدَّتْ } خلقت وهيئت واعتدت وقدرت { لِلْكَافِرِينَ } ثم ذكر كرامة المؤمنين في الجنة فقال { وَبَشِّرِ ٱلَّذِين آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم ويقال الصالحات من الأعمال { أَنَّ لَهُمْ } بأن لهم { جَنَّاتٍ } بساتين { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } من تحت شجرها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر واللبن والعسل والماء { كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا } كلما أطعموا فيها في الجنة { مِن ثَمَرَةٍ } من ألوان الثمرات { رِّزْقاً } طعاماً { قَالُواْ هَـٰذَا ٱلَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ } أطعمنا من قبل هذا { وَأُتُواْ بِهِ } جيئوا به بالطعام { مُتَشَابِهاً } في اللون مختلفًاً في الطعم { وَلَهُمْ فِيهَآ } في الجنة { أَزْوَاجٌ } جوار { مُّطَهَّرَةٌ } مهذبة من الحيض والأدناس { وَهُمْ فِيهَا } في الجنة { خَالِدُونَ } دائمون لا يموتون ولا يخرجون ثم ذكر إنكار اليهود لأمثال القرآن فقال { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَسْتَحْىِ } لا يترك وكيف يستحيي من ذكر شيء لو اجتمع الخلائق كلهم على تخليقه ما قدروا عليه ولا يمنعه الحياء { أَن يَضْرِبَ مَثَلاً } أن يبين للخلق مثلاً { مَّا بَعُوضَةً } في بعوضة { فَمَا فَوْقَهَا } فكيف ما فوقها يعني الذباب والعنكبوت ويقال ما دونها { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد والقرآن { فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ } يعني المثل { ٱلْحَقُّ } أي هو الحق { مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد والقرآن { فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلاً } أي بهذا المثل قل يا محمد إن الله أراد بهذا المثل أنه { يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً } من المؤمنين { وَمَا يُضِلُّ بِهِ } بالمثل { إِلاَّ ٱلْفَاسِقِينَ } اليهود.