{ ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } يوسع المال على من يشاء من عباده وهو مكر منه { وَيَقْدِرُ لَهُ } يقتر على من يشاء من عباده وهو نظر منه { إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ } من البسط والتقدير { عَلِيمٌ*وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ } يعني كفار مكة { مَّن نَّزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } مطراً { فَأَحْيَا بِهِ } بالمطر { ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا } قحطها ويبوستها { لَيَقُولُنَّ } كفار مكة { ٱللَّهُ } نزل ذلك { قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } الشكر لله على ذلك { بَلْ أَكْثَرُهُمْ } كلهم { لاَ يَعْقِلُونَ } لا يعلمون ولا يصدقون بذلك { وَمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ } ما في الحياة الدنيا من الزهرة والنعيم { إِلاَّ لَهْوٌ } فرح { وَلَعِبٌ } باطل لا يبقى { وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ } يعني الجنة { لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ } الحياة لا يموت أهلها { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } يصدقون ولكن لا يعلمون ولا يصدقون بذلك { فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلْفُلْكِ } في السفينة يعني كفار مكة { دَعَوُاْ ٱللَّهَ } بالنجاة { مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } مفردين له الدعوة { فَلَمَّا نَجَّاهُمْ } من البحر { إِلَى ٱلْبَرِّ } إلى القرار { إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } بالله الأوثان { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ } حتى يكفروا بما أعطيناهم من النعيم { وَلِيَتَمَتَّعُواْ } يعيشوا في كفرهم { فَسَوْفَ يَعلَمُونَ } ماذا يفعل بهم عند نزول العذاب بهم { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } كفار مكة { أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً } من أن يهاج فيه { وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ } يطرد ويذهب الناس { مِنْ حَوْلِهِمْ } يطردهم ويذهب بهم عدوهم فلا يدخل عليهم في الحرم { أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ } أفبالشيطان والأصنام يصدقون { وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ } التي أعطاهم في الحرم وبوحدانية الله { يَكْفُرُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ } أعتى وأجرأ على الله { مِمَّنْ ٱفْتَرَىٰ } اختلق { عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } فجعل له ولداً وشريكاً { أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقِّ } أو كذب بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { لَمَّا جَآءَهُ } حين جاءه محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن { أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى } منزل { لِّلْكَافِرِينَ } لأبي جهل وأصحابه { وَٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا } في طاعتنا قال ابن عباس في قول الله { لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } أي من عمل بما علم لنوفقنهم لما لا يعلمون ويقال لنهدينهم سبلنا لنكرمنهم بالطبع والطوع والحلاوة ويقال لنهدينهم سبلنا لنوفقنهم لطاعتنا { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ } معين المحسنين بالقول والفعل بالتوفيق والعصمة.