وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { سَبَّحَ لِلَّهِ } يقول صلى لله ويقال ذكر الله { مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } من الخلق { وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } في ملكه وسلطانه { ٱلْحَكِيمُ } في أمره وقضائه أمر أن لا يعبد غيره { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } يعني بني النضير { مِن دِيَارِهِمْ } من منازلهم وحصونهم { لأَوَّلِ ٱلْحَشْرِ } لأنهم أول من حشر وأخرج من المدينة إلى الشام إلى أريحاء وأذرعات بعد ما نقضوا عهودهم مع النبي عليه الصلاة والسلام بعد وقعة أحد { مَا ظَنَنتُمْ } ما رجوتم يا معشر المؤمنين { أَن يَخْرُجُواْ } يعني بني النضير من المدينة إلى الشام { وَظَنُّوۤاْ } يعني بني النضير { أَنَّهُمْ مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم } أن حصونهم تمنعهم { مِّنَ ٱللَّهِ } من عذاب الله { فَأَتَاهُمُ ٱللَّهُ } عذبهم الله وأخزاهم وأذلهم بقتل كعب بن الأشرف { مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ } لم يظنوا أو لم يخافوا أن ينزل بهم ما نزل بهم من قتل كعب بن الأشرف { وَقَذَفَ } جعل { فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ } الخوف من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكانوا لا يخافون قبل ذلك { يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ } يهدمون بعض بيوتهم { بِأَيْدِيهِمْ } ويرمون بها إلى المؤمنين { وَأَيْدِي ٱلْمُؤْمِنِينَ } ويتركون بعض بيوتهم على المؤمنين حتى هدموا ورموا بها إليهم { فَٱعْتَبِرُواْ يَٰأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ } في الدين ويقال بالبصر بما فعل الله بهم من الإجلاء.