{ وَكَذَلِكَ } يعني كما أكرمناكم بدين إبراهيم الإسلام وقبلته { جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً } عدلاً { لِّتَكُونُواْ } لكي تكونوا { شُهَدَآءَ } للنبيين { عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ } محمد صلى الله عليه وسلم { عَلَيْكُمْ شَهِيداً } لكم مزكياً معدلاً { وَمَا جَعَلْنَا } ما حولنا { ٱلْقِبْلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيْهَآ } صليت إليها تسعة عشر شهراً { إِلاَّ لِنَعْلَمَ } لكي نرى ونميز { مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ } في القبلة { مِمَّن يَنقَلِبُ } يرجع { عَلَىٰ عَقِبَيْهِ } إلى دينه وقبلته الأولى { وَإِن كَانَتْ } وقد كانت صرف القبلة { لَكَبِيرَةً } لثقيلة { إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ } حفظ الله قلوبهم { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } ليبطل إيمانكم كقبل نسخ الشرائع ويقال وما كان الله ليضيع لينسخ إيمانكم ولكن نسخ شرائع إيمانكم ويقال ما نسخ إيمانكم صلاتكم نحو بيت المقدس ولكن نسخ قبلتكم بيت المقدس { إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ } بالمؤمنين { لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } لا ينسخ إيمانكم كقبل نسخ الشرائع ثم ذكر دعاء نبيه في تحويل القبلة إلى الكعبة فقال { قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ } رفع بصرك إلى السماء لنزول جبريل بتحويل القبلة { فَلَنُوَلِّيَنَّكَ } فلنحولنك في الصلاة { قِبْلَةً } إلى قبلة { تَرْضَاهَا } تهواها قبلة إبراهيم { فَوَلِّ وَجْهَكَ } فحول وجهك في الصلاة { شَطْرَ } نحو { ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ } في بر أو بحر { فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ } في الصلاة { شَطْرَهُ } نحوه { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } أعطوا الكتاب { لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ } يعني الحرم { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ } هو قبلة إبراهيم ولكن يكتمونه { وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ } بساه { عَمَّا يَعْمَلُونَ } يكتمون { وَلَئِنْ أَتَيْتَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } جئت الذين أعطوا الكتاب { بِكُلِّ آيَةٍ } علامة طلبوا منك { مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ } ما صلوا إلى قبلتك وما دخلوا في دينك { وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٍ } بمصل { قِبْلَتَهُمْ } قبلة اليهود والنصارى { وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ } بمصل { قِبْلَةَ بَعْضٍ } يعني اليهود والنصارى.
{ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم } بعد ما نهيناك فصليت إلى قبلتهم { مِّن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ } البيان أن الحرم هو قبلة إبراهيم { إِنَّكَ إِذَاً } إن فعلت ذلك حينئذ { لَّمِنَ ٱلظَّالِمِينَ } الضارين لنفسك ثم ذكر مؤمني أهل الكتاب فقال { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } أعطيناهم علم التوراة عبد الله بن سلام وأصحابه { يَعْرِفُونَهُ } يعرفون محمداً صلى الله عليه وسلم بصفته ونعته { كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمْ } بين الغلمان { وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ } من أهل الكتاب { لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ } صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } في كتابهم.