التفاسير

< >
عرض

سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
١
هُوَ ٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ ٱلْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَاهُمُ ٱللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي ٱلْمُؤْمِنِينَ فَٱعْتَبِرُواْ يٰأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ
٢
-الحشر

تفسير القرآن

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { سَبَّحَ لِلَّهِ } يقول صلى لله ويقال ذكر الله { مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } من الخلق { وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } في ملكه وسلطانه { ٱلْحَكِيمُ } في أمره وقضائه أمر أن لا يعبد غيره { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } يعني بني النضير { مِن دِيَارِهِمْ } من منازلهم وحصونهم { لأَوَّلِ ٱلْحَشْرِ } لأنهم أول من حشر وأخرج من المدينة إلى الشام إلى أريحاء وأذرعات بعد ما نقضوا عهودهم مع النبي عليه الصلاة والسلام بعد وقعة أحد { مَا ظَنَنتُمْ } ما رجوتم يا معشر المؤمنين { أَن يَخْرُجُواْ } يعني بني النضير من المدينة إلى الشام { وَظَنُّوۤاْ } يعني بني النضير { أَنَّهُمْ مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم } أن حصونهم تمنعهم { مِّنَ ٱللَّهِ } من عذاب الله { فَأَتَاهُمُ ٱللَّهُ } عذبهم الله وأخزاهم وأذلهم بقتل كعب بن الأشرف { مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ } لم يظنوا أو لم يخافوا أن ينزل بهم ما نزل بهم من قتل كعب بن الأشرف { وَقَذَفَ } جعل { فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ } الخوف من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكانوا لا يخافون قبل ذلك { يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ } يهدمون بعض بيوتهم { بِأَيْدِيهِمْ } ويرمون بها إلى المؤمنين { وَأَيْدِي ٱلْمُؤْمِنِينَ } ويتركون بعض بيوتهم على المؤمنين حتى هدموا ورموا بها إليهم { فَٱعْتَبِرُواْ يَٰأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ } في الدين ويقال بالبصر بما فعل الله بهم من الإجلاء.