{ وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ } يقول أرسلنا إليهم محمداً صلى الله عليه وسلم بالقرآن { فَصَّلْنَاهُ } بيناه { عَلَىٰ عِلْمٍ } بعلم منا ويقال علمناه { هُدًى } من الضلالة { وَرَحْمَةً } من العذاب { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { هَلْ يَنظُرُونَ } ما ينتظرون أهل مكة إذ لا يؤمنون { إِلاَّ تَأْوِيلَهُ } عاقبة ما وعد لهم في القرآن { يَوْمَ } وهو يوم القيامة { يَأْتِي تَأْوِيلُهُ } عاقبة ما وعد لهم في القرآن { يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ } تركوا الإقرار به { مِن قَبْلُ } من قبل ذلك في الدنيا { قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ } ببيان البعث والجنة و النار ولكن كذبناهم { فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ } من العذاب { أَوْ نُرَدُّ } إلى الدنيا { فَنَعْمَلَ } فنؤمن ونعمل { غَيْرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ } في الشرك { قَدْ خَسِرُوۤاْ } غبنوا { أَنفُسَهُمْ } بذهاب الجنة ولزوم النار { وَضَلَّ عَنْهُمْ } اشتغل عنهم { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } يعبدون بالكذب { إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } من أيام الدنيا طول كل يوم ألف سنة { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } عمد إلى خلق العرش ويقال استقر { يُغْشِي ٱلْلَّيْلَ ٱلنَّهَارَ } يغطي الليل بالنهار والنهار بالليل { يَطْلُبُهُ } يعني الليل النهار والنهار الليل { حَثِيثاً } سريعاً يجيء ويذهب { وَٱلشَّمْسَ } وخلق الشمس { وَٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ } مذللات { بِأَمْرِهِ } بإِذنه { أَلاَ لَهُ ٱلْخَلْقُ } خلق السموات والأرض { وَٱلأَمْرُ } يعني القضاء بين العباد يوم القيامة { تَبَارَكَ ٱللَّهُ } ذو بركة ويقال تعالى الله ويقال تبرأ { رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } سيد العالمين ومدبرهم { ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً } علانية { وَخُفْيَةً } سراً ويقال تضرعاً أي مستكيناً وخفية أي خوفاً { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ } بالدعاء ما لا يحق لهم على الصالحين { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ } بالمعاصي والدعوى إلى غير الله { بَعْدَ إِصْلاَحِهَا } بالطاعة والدعوة إلى الله تعالى { وَٱدْعُوهُ } اعبدوه { خَوْفاً } منه ومن عذابه { وَطَمَعاً } إليه أن تصيروا إلى جنته { إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ } جنة الله { قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } من المؤمنين المحسنين بالقول والفعل.