{ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ } الكفر والشرك وتؤمنون بالله يا أهل مكة { إِن كَفَرْتُمْ } إذا كفرتم في الدنيا { يَوْماً } يوم القيامة { يَجْعَلُ } ذلك اليوم { ٱلْوِلْدَانَ شِيباً } شمطاً إذا سمعوا حيث يقول الله لآدم: يا آدم ابعث بعثاً من ذريتك إلى النار قال آدم يا رب من كم قال الله تعالى من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة { ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرٌ } منشق { بِهِ } بذلك الزمان الذي يجعل الولدان شيباً ويقال بنزول أمر الرب والملائكة { كَانَ وَعْدُهُ } في البعث { مَفْعُولاً } كائناً { إِنَّ هَـٰذِهِ } السورة { تَذْكِرَةٌ } عظة وبيان لكم { فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } طريقاً يأتي به إلى ربه ويقال فمن شاء وحد واتخذ بذلك إلى ربه سبيلاً مرجعاً { إِنَّ رَبَّكَ } يا محمد { يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ } أقل { مِن ثُلُثَيِ ٱلْلَّيْلِ } إلى النصف { وَنِصْفَهُ } وتقوم نصف الليل { وَثُلُثَهُ } وتقوم ثلث الليل ويقال ونصفه أقل من نصف الليل وثلثه إذا قرأت بالخفض { وَطَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَ } وجماعة من المؤمنين معك في الصلاة { وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ } يعلم ساعات الليل والنهار { عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ } أن لن تحفظوا ساعات الليل ويقال ما أمرتم في الليل من الصلاة { فَتَابَ عَلَيْكُمْ } فتجاوز عنكم صلاة الليل { فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ } عليكم { مِنَ ٱلْقُرْآنِ } في الصلاة مائة آية فصاعداً ويقال ما شئتم من القرآن { عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مَّرْضَىٰ } جرحى لا يستطيعون الصلاة بالليل { وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ } يسافرون { فِي ٱلأَرْضِ } بالتجارة وغيرها { يَبْتَغُونَ } يطلبون { مِن فَضْلِ ٱللَّهِ } من رزق الله وغيره يشق عليهم صلاة الليل { وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ } يجاهدون { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله يشق عليهم صلاة الليل { فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ } عليكم { مِنْهُ } من القرآن في الصلاة { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } أتموا الصلوات الخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وما يجب فيها من مواقيتها { وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ } أعطوا زكاة أموالكم { وَأَقْرِضُواُ ٱللَّهَ } في الصدقة ويقال في العمل الصالح { قَرْضاً حَسَناً } محتسباً صادقاً في قلوبكم { وَمَا تُقَدِّمُواْ } تسلفوا { لأَنفُسِكُمْ مِّنْ خَيْرٍ } من صدقة أو عمل صالح { تَجِدُوهُ } تجدوا ثوابه { عِندَ ٱللَّهِ } في الجنة محفوظاً لكم لا سرق ولا غرق ولا حرق ولا يأكله السوس { هُوَ خَيْراً } مما بقي عندكم في الدنيا { وَأَعْظَمَ أَجْراً } ثواباً مما عندكم { وَٱسْتَغْفِرُواْ ٱللَّهَ } من الذنوب { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } لمن تاب { رَّحِيمٌ } لمن مات على التوبة لرحمة المدثر بثيابه.