التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ
١
مَلِكِ ٱلنَّاسِ
٢
إِلَـٰهِ ٱلنَّاسِ
٣
مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ
٤
ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ
٥
مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ
٦
-الناس

بحر العلوم

قوله تعالى: { قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ ٱلنَّاسِ } يقول أستعيذ بالله وخالق الناس ويقال أستعيذ بالله الذي هو رازق الخلق، ثم قال عز وجل { مَلِكِ ٱلنَّاسِ } يعني خالق الناس ومالكهم وله نفاذ الأمر والملك فيهم، ثم قال عز وجل { إِلَـٰهِ ٱلنَّاسِ } يعني خالق الناس ومعطيهم ومانعهم { مِن شَرّ ٱلْوَسْوَاسِ } يعني من شر الوسواس يعني من شر الشيطان، لأني لا أستطيع أن أحفظ نفسي من شره لأنه يجري في نفس الإنسان مجرى الدم ولا يراه بشر والله تعالى قادر على حفظي من شره ومن وسوسته
ثم وصف الشيطان فقال { ٱلْخَنَّاسِ } قال مجاهد هو منبسط على قلب الإنسان إذا ذكر الله خنس وانقبض فإذا عقل انبسط على قلبه ويقال له خنوس كخنوس القنفذ { ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ ٱلنَّاسِ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ } يعني يدخل في صدور الجن كما يدخل في صدور الإنس ويوسوس لهم ويقال (الناس) في هذا الموضع يصلح للجن والإنس فإذا أراد به الجن فمعناه يوسوس في صدور المؤمنين الذين هم جن (يوسوس في صدور الناس) يعني الذين هم من بني آدم ويقال (الناس) معطوف على الوسواس ومعناه (من شر الوسواس) (ومن شر الناس) كما قال في آية أخرى
{ { شَيَـٰطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنّ } [الأنعام: 112] وقال مقاتل روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال له جبريل - عليه السلام - ألا أخبرك يا محمد - صلى الله عليه وسلم - بأفضل ما يتعوذ به؟ قلت "وما هو؟" قال المعوذتان
وروى علقمة عن عقبة بن عامر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال
"ما تعوذ المعوذون بمثل المعوذتين" . وروي عن الحسن البصري في قوله تعالى (من الجنة والناس) قال إن من الناس شياطين فتعوذوا بالله من الشياطين يعني شياطين الجن والإنس، وقال هما شيطانان فأما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس، وأما شيطان الإنس فإنه علانية وروى أبو معاوية عن عثمان بن واقد قال أرسلني أبي إلى محمد بن المنكدر أسأله عن المعوذتين أهما من كتاب الله تعالى قال من لم يزعم أنهما من كتاب الله تعالى فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (والله أعلم وصلَّى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين، وإمام المتقين ورسول رب العالمين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة والمقربين وأهل طاعتك أجمعين. ورضي الله عن أصحاب رسول الله أجمعين وعن التابعين وتابعي التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، حسبنا الله ونعم الوكيل.