التفاسير

< >
عرض

قَالُوۤاْ أَءِنَّكَ لأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِي قَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَآ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ
٩٠
قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ
٩١
قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ يَغْفِرُ ٱللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ
٩٢
ٱذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ
٩٣
-يوسف

بحر العلوم

{ قَالُوۤاْ أَإِنَّكَ لأَنتَ يُوسُفُ } قرأ ابن كثير إِنَّكَ لأَنْتَ بهمزة واحدة وكسر الألف. يعني حققوا إنه يوسف. وقرأ حمزة والكسائي وعاصم وابن عامر أإِنَّكَ بهمزتين على معنى الاستفهام يعني إنك يوسف أم لا؟ وقرأ نافع وأبو عمرو آينك بهمزة واحدة مع المد ومعناه مثل الأول على معنى الاستفهام { قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِى قَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا } يعني أنعم علينا بالصبر { إِنَّهُ مَن يَتَّقِ } أي يتق الله { وَيِصْبِرْ } على البلاء { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ } أي ثواب الصابرين. قوله تعالى: { قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ اثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيْنَا } يعني: إخوة يوسف اعتذروا إليه وقالوا لقد فضلك الله علينا واختارك { وَإِن كُنَّا لَخَـٰطِئِينَ } يقول وقد كنا لعاصين لله فيما صنعنا بك. { قَالَ } يوسف - عليه السلام - { لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ }. يعني: لا تعيير عليكم اليوم ولا عيب ولا عار عليكم. وأصل التثريب الإفساد. ويقال أثربت الأمر علينا إذا أفسدت ثم قال { يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ } فيما فعلتم { وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرحِمِينَ } من غيره ثم قال تعالى { ٱذْهَبُواْ بِقَمِيصِى هَـٰذَا } وروي عن وهب بن منبه قال: كان القميص من الجنة وهو القميص الذي ألبس جبريل إبراهيم حين ألقي في النار فبردت عليه النار فصار عند إسحاق ثم صار عند يعقوب فجعله يعقوب في عوذة وعلقه في عنق يوسف فكان معه حين ألقي في الجب ونزع عنه القميص فبشره جبريل وألبسه في الجب. وكان القميص معه وقال لإخوته اذْهَبُوا بِقَمِيصي هَذَا { فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِى يَأْتِ بَصِيرًا } وذلك أنه سألهم فقال: ما فعل أبي بعدي. قالوا لما فارقه بنيامين عمي من الحزن. قال اذهبوا بقميصي هذا (فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً كما كان أول مرة). ثم قال { وَائْتُونِي بَأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ } فاختلفوا فيما بينهم فقال كل واحد منهم أنا أذهب به. فقال يوسف يذهب به الذي ذهب بقميصي الأول. فقال يهوذا أنا ذهبت بالقميص الأول وهو ملطخ بالدم وأخبرته بأنه قد أكله الذئب وأنا اليوم أذهب "بالقميص" فأخبره أنه حي وأفرحه كما أحزنته. وأمر لهم بالهدايا والدواب والرواحل فتوجهوا نحو كنعان.