التفاسير

< >
عرض

نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ
٤٩
وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ
٥٠
وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ
٥١
إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ
٥٢
قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ
٥٣
قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ ٱلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ
٥٤
قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِٱلْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ ٱلْقَانِطِينَ
٥٥
قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ
٥٦
-الحجر

بحر العلوم

ثم قال: { نَبّىء عِبَادِى } أي: أخبر عبادي يا محمد { أَنّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } لمن تاب منهم { وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ } (لمن مات على الكفر ولم يتب) قال: حدثنا أبو جعفر. قال: حدثنا إسحاق بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن شاذان الجوهري، قال: حدثنا محمد بن مقاتل قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا مصعب بن ثابت عن عاصم بن عبيد عن عطاء "عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: اطلع علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الباب الذي يدخل منه بنو شيبة ونحن نضحك فقال: أتضحكون؟ ثم قال: لا أراكم تضحكون ثم أدبر فكأن على رؤوسنا الرخم. حتى إذا كان عند الحجر. ثم رجع القهقرى فقال جاء جبريل فقال يا محمد إن الله تعالى يقول لم تقنط عبادي؟ { نَبّىء عِبَادِى أَنّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ }" . وقال قتادة: ذكر لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو علم العبد قدر رحمة الله ما تورع عن حرام ولو علم العبد قدر عقوبة الله لبخع نفسه" أي: في عبادة الله تعالى ثم قال: { وَنَبّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } أي: عن أضياف إلا أن هذا اللفظ مصدر والمصدر لا يثنى ولا يجمع، وذلك حين بعث الله تعالى جبريل في اثني عشر من الملائكة قوله { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ } أي: على إبراهيم { فَقَالُواْ سَلامًا } أي: فسلموا عليه فرد عليهم السلام كما قال في موضع آخر { { فَقَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ } [الذاريات: 25] وقال الكلبي فأنكرهم إبراهيم في تلك الأرض لأنهم لم يطعموا من طعامه { قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } أي: خائفين. { قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ } أي: لا تخف منا وبشروه فقالوا { إِنَّا نُبَشّرُكَ } قرأ حمزة "نَبْشُرك" بجزم الباء مع التخفيف ونصب النون وضم الشين. وقرأ الباقون بالتشديد. { بِغُلَـٰمٍ عَلِيمٍ } أي: بإسحاق عليم في صغره حليم في كبره. { قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِى عَلَىٰ أَن مَّسَّنِىَ ٱلْكِبَرُ } أي: بعدما أصابني الكبر والهرم. { فَبِمَ تُبَشّرُونَ } قرأ نافع "فَبِمَ تَبَشِّرُونَ" بكسر النون مع التخفيف لأن أصله تبشروني بالياء فأقيم الكسر مقامه وقرأ ابن كثير "فبم تبشرونِّ" بكسر النون مع التشديد لأنه في الأصل بنونين فأدغم إحداهما في الأخرى مثل قوله: { تَأْمُرُنِّي } { أَتُحَاجُّونّى } وقرأ الباقون "تُبَشِّرُونَ" بنصب النون مع التخفيف لأنها نون الجماعة. وقال أبو عبيدة هذا أعجب إليّ لصحتها في العربية { قَالُواْ بَشَّرْنَـٰكَ بِٱلْحَقِّ } أي: بالولد ويقال بالصدق { فَلاَ تَكُن مّنَ ٱلْقَـٰنِطِينَ } أي: من الآيسين من الولد، ويقال: من نعم الله تعالى { قَالَ إِبْرٰهِيمُ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبّهِ } أي: من نعمة ربه { إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ } أي الجاهلون. قرأ الكسائي وأبو عمرو (يَقْنِطُ "بكسر النون وقرأ الباقون "يَقْنَطُ") بالنصب ومعناهما واحد.