التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ ٱلحِجْرِ ٱلْمُرْسَلِينَ
٨٠
وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ
٨١
وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ
٨٢
فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ
٨٣
فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
٨٤
وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ
٨٥
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْخَلاَّقُ ٱلْعَلِيمُ
٨٦
-الحجر

بحر العلوم

{ وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَـٰبُ ٱلحِجْرِ ٱلْمُرْسَلِينَ } وهم قوم صالح كذبوا صالحاً. والحجر أرض ثمود { وَءاتَيْنَـٰهُمْ ءايَـٰتِنَا } أي: الناقة { فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } يقول: مكذبين بها { وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتًا ءامِنِينَ } من أن تقع عليهم الجبال. ويقال: آمنين من نزول العذاب فلم يعرفوا نعمة الله تعالى، ويقال: آمنين من العذاب بعقر الناقة. فعقروا الناقة وقسموا لحمها فأهلكهم الله تعالى بصيحة جبريل فذلك قوله { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ } أي: حين أصبحوا { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } (يعني: فما نفعهم ما كانوا يكسبون من الكفر والشرك) قوله: { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } أي: للحق والباء توضع موضع اللام أي: لينظر عبادي إليها فيعتبروا، ويقال: وما خلقناهما إلا عذراً وحجة على خلقي { وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَةٌ } أي: لكائنة لا محالة { فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ } أي: اعرض عنهم إعراضاً جميلاً بلا جزع منك { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْخَلَّـٰقُ ٱلْعَلِيمُ } أي: عليماً بمن يؤمن وبمن لا يؤمن، ويقال العليم يعلم متى تقوم الساعة.