التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَٰتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً
٧٣
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً
٧٤
قُلْ مَن كَانَ فِي ٱلضَّلَـٰلَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا ٱلعَذَابَ وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً
٧٥
وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهْتَدَواْ هُدًى وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً
٧٦
-مريم

بحر العلوم

{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتُنَا بَيّنَاتٍ } تعرض عليهم يعني واضحات قد بين فيها الحلال والحرام { قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ } يعني أن النضر بن الحارث قال لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقال: أهل مكة قالوا لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - { أَىُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً } يعني أهل الدينين يعني منزلاً قرأ ابن كثير مُقَاماً بضم الميم والباقون بالنصب فمن قرأ بالضم فهو الإقامة يقال أقمت إقامة ومقاماً ومن قرأ بالنصب فهو المكان الذي يقام فيه { وَأَحْسَنُ نَدِيّاً } يعني: مجلساً وذلك أنهم لبسوا الثياب ودهنوا الرؤوس ثم قالوا للمؤمنين أي الفريقين خير منزلةً المسلمون أو المشركون وأرادوا أن يصرفوهم عن دينهم { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً } يعني: أكثر أموالاً وَرِئْياً يعني: منظراً حسناً فلم يُغن عنهم ذلك من عذاب الله شيئاً قرأ نافع وابن عامر وريّاً بتشديد الياء بغير همز يعني النعمة والباقون ورئياً بالهمز بغير تشديد يعني المنظر قال أبو عبيد وهكذا نقرأ مهموزاً لأنه من رؤية العين وإنما هي المنظر ثم قال عز وجل: { قُلْ مَن كَانَ فِى ٱلضَّلَـٰلَةِ } يعني: قل يا محمد من كان في الكفر والشرك { فَلْيَمْدُدْ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً } يعني: يزيد له مالاً وولداً قوله فليمدد هذا لفظ الأمر ومعناه الخبر وتأويله أن الله عز وجل جعل جزاء ضلالته أن يتركه فيها ويمده فيها كما قال { { وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَـٰنِهِمْ يَعْمَهُونَ } [البقرة: 15] { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ } يعني في الآخرة من العذاب والثواب { إِمَّا ٱلعَذَابُ } في الدنيا { وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ } أي قيام الساعة { فَسَيَعْلَمُونَ } يعني فسيعرفون يوم القيامة { مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً } يعني صنيعاً في الدنيا ومنزلاً في الآخرة { وَأَضْعَفُ جُنداً } يعني أقل عدداً وقوة ومنعة أهم أم المؤمنون { وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهْتَدَواْ هُدًى } يعني: يزيد الله عز وجل الذين آمنوا بالمنسوخ هدى بالناسخ ليعملوا بالناسخ دون المنسوخ ويقال جعل جزاءهم أن يزيدهم في يقينهم ويزيدهم بصيرة { وَٱلْبَـٰقِيَاتُ ٱلصَّـٰلِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبّكَ ثَوَابًا } وقد ذكرناه { وَخَيْرٌ مَّرَدّاً } يعني: وأفضل مرجعاً في الآخرة.