قوله تعالى: { وَدَّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ } وذلك أن المسلمين لما أصابتهم المحنة يوم أحد قالت اليهود لعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان: قد أصابكم ما أصابكم فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم، فنزلت هذه الآية] { وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ } أي يريد ويتمنى كثير من أهل الكتاب { لَوْ يَرُدُّونَكُم } أي [يصدونكم ويردونكم] عن التوحيد { مِن بَعْدِ إِيمَـٰنِكُمْ كُفَّارًا } إلى الكفر. ثم أخبر أن هذا القول لم يكن منهم على وجه النصيحة، ولكن ذلك القول كان { حَسَدًا [مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ] مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ } ما في التوراة أنه { ٱلْحَقّ } يعني أن دين محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق { فَٱعْفُواْ وَٱصْفَحُواْ } أي: اتركوهم وأعرضوا عنهم { حَتَّىٰ يَأْتِىَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِ } يعني الأمر بالقتال، وكان ذلك قبل أن يؤمر بقتال أهل الكتاب، ثم أمرهم بعد ذلك بالقتال، وهو قوله تعالى
{ { قَـٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ... } إلى قوله [التوبة: 29]. { مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ } [التوبة: 29]. { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ } من النصرة للمسلمين على الكفار. ويقال: هو قتل بني قريظة وإجلاء بني النضير.