التفاسير

< >
عرض

إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
١٣١
وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ
١٣٢
-البقرة

بحر العلوم

{ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ } قال ابن عباس: يعني أخلص. ويقال: معناه قل لا إله إلا الله. ويقال: معناه استقم على ما أنت عليه. ويقال: حين خرج من السرب، نظر إلى الكوكب والقمر والشمس فابتلي بذلك فألهمه الله تعالى الإخلاص فقال { إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ } [الأنعام: 79] الآية. فهذا معنى قوله { أَسْلَمَ } أي أخلص دينك لله فـ { قَالَ } إبراهيم - عليه السلام - { أَسْلَمْتُ لِرَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } أي أخلصت ديني لرب العالمين ويقال: فوض امرك إلى الله فقال فوضت أمري إلى الله { وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرٰهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ } أي بشهادة أن لا إله إلا الله. قرأ نافع وابن عامر (وأوصى) وقرأ الباقون (وَوَصَّىٰ) وهو أبلغ من أوصى لأنه لا يكون إلا لمرات كثيرة. وقوله [بِهَا يرجع] إلى الملة، والملة هي السنة والمذهب. ويقال: انه جمع بنيه عند موته لأنه خشي عليهم كيد إبليس فجمعهم وأوصاهم بأن يثبتوا على الإسلام. قال مقاتل: { وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرٰهِيمُ بَنِيهِ } الأربعة: إسماعيل وإسحاق ومدين ومداين، ثم أوصى بها يعقوب بنيه، وهم اثني عشر ابناً وذلك حين دخل مصر فرآهم يعبدون الأصنام، فأوصى بنيه بأن يثبتوا على الاسلام وكانوا اثنا عشر ابناً: روبيل، وشمعون، يهوذا، ولاوى، ونفتال، وريالون، ويشجر، ودان، [واشترفياحان، وحان]، ويوسف، وبنيامين. قال الله تعالى { يَـٰبَنِىَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدّينَ } أي اختار لكم دين الاسلام { فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } يعني اثبتوا على الإسلام وكونوا بحال لو أدرككم الموت يدرككم على الإسلام، وأنتم مخلصون بالتوحيد. فقالت اليهود للنبي - صلى الله عليه وسلم ـ: ألست تعلم أن يعقوب - عليه السلام - يوم مات أوصى بنيه بدين اليهودية؟