التفاسير

< >
عرض

وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلاَةِ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَٱلْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ
١٣٢
وَقَالُواْ لَوْلاَ يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ
١٣٣
وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ
١٣٤
قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُواْ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ ٱلصِّرَاطِ ٱلسَّوِيِّ وَمَنِ ٱهْتَدَىٰ
١٣٥
-طه

بحر العلوم

ثم قال عز وجل { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلوٰةِ } يعني قومك وأهلك وأهل بيتك بالصلاة { وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا } يعني: اصبر على ما أصابك فيها من الشدة روى عبد الرزاق عن معمر عن رجل: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل عليه نقص في الرزق أي ضيق أمر أهله بالصلاة. ثم قرأ { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلوٰةِ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا } { لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً } لخلقنا ولا أن ترزق نفسك إنما نسألك العبادة { نَّحْنُ نَرْزُقُكَ } في الدنيا ما دمت حياً { وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ } يعني: الجنة للمتقين { وَقَالُواْ } يعني الكفار { لَوْلاَ يَأْتِينَا بِـئَايَةٍ مّن رَّبّهِ } يعني: هلا يأتينا محمد بعلامة لنبوته قال الله تعالى { أَوَ لَمْ تَأْتِهِمْ بَيّنَةُ } يعني: بيان { مَا فِى ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ } يعني ما في التوراة والإنجيل حتى يجدوا نعته فيه وهذا كقوله عز وجل { { فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكَ } [يونس: 94] ثم قال عز وجل: { وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَـٰهُمْ بِعَذَابٍ مّن قَبْلِهِ } يقول: لو أن أهل مكة أهلكناهم قبل محمد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن { لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ ءايَـٰتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ } يعني: من قبل أن نعذب ثم قال عز وجل: { قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبّصٌ } يعني: منتظر لهلاك صاحبه أنا وأنتم وقال مقاتل: كان كفار مكة يقولون نتربص بمحمد { رَيْبَ ٱلْمَنُونِ } [الطور: 30] يعني: الموت ووعدهم النبي - صلى الله عليه وسلم - العذاب فأنزل الله تعالى { قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبّصٌ } يعني: أنتم متربصون بمحمد - صلى الله عليه وسلم - الموت ومحمد متربص بكم العذاب فأنزل الله تعالى { قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبّصٌ } { فَتَرَبَّصُواْ } أي: انتظروا { فَسَتَعْلَمُونَ } إذا نزل بكم العذاب { مَنْ أَصْحَـٰبُ ٱلصّرَاطِ ٱلسَّوِيّ } أي العدل { وَمَنِ ٱهْتَدَىٰ } منا ومنكم قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم (أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ) بالتاء لأن لفظ البينة مؤنث والباقون أولم يأتهم بالياء لأن معناه البيان والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.