التفاسير

< >
عرض

وَلَوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ
١٦
يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ
١٧
وَيُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَاتِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
١٨
إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
١٩
وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ
٢٠
-النور

بحر العلوم

قوله تعالى: { وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ } يعني: وهلا إذ سمعتم القذف { قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَا } يعني: ما ينبغي لنا ولا يجوز لنا { أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَـٰنَكَ هَـٰذَا بُهْتَـٰنٌ عَظِيمٌ } وفي هذا بيان فضل عائشة رضي الله عنها حيث نزهها الله باللفظ الذي نزه به نفسه وهو لفظ سبحان الله ويقال: سبحان الله أن تكون امرأة النبي - صلى الله عليه وسلم - زانية ما كانت امرأة نبي زانية قط ثم وعظ الذين يخوضون في أمر عائشة فقال عز وجل: { يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ } يعني: ينهاكم الله عز وجل: { أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً } يعني: القذف { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } يعني: مصدقين بالله وبرسوله عليه السلام وباليوم الآخر { وَيُبَيّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلاْيَـٰتِ } يعني: الأمر والنهي { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } ونزل في عبد الله بن أبيّ وأصحابه { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَـٰحِشَةُ } يعني: يظهر الزنا ويفشو ويقال: تحبوا ما شاع لعائشة رضي الله عنها من الثناء السيء { فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني: عائشة وصفوان { لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا } الحد { وَٱلآخِرَةِ } النار إن لم يتوبوا { وَٱللَّهُ } تعالى { يَعْلَمُ } أنهما لم يزنيا { وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } ذلك منهما ثم قال عز وجل: { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } وجوابه مضمر يعني: لولا منُّ الله عليكم ونعمته لعاقبكم فيما قلتم في أمر عائشة وصفوان { وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ } حيث لم يعجل بالعقوبة.