التفاسير

< >
عرض

أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاَقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ
٦١
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
٦٢
قَالَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَغْوَيْنَآ أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَ مَا كَانُوۤاْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
٦٣
وَقِيلَ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُواْ يَهْتَدُونَ
٦٤
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبْتُمُ ٱلْمُرْسَلِينَ
٦٥
فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَنبَـآءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لاَ يَتَسَآءَلُونَ
٦٦
-القصص

بحر العلوم

قوله عز وجل: { أَفَمَن وَعَدْنَـٰهُ وَعْداً حَسَناً } يعني الجنة { فَهُوَ لاَقِيهِ } يعني: مدركه ومصيبه { كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَـٰعَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } بالمال { ثُمَّ هُوَ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ } في النار هل يستوي حالهما قال في رواية الكلبي نزل في عمار بن ياسر وأبي جهل بن هشام. وقال غيره هذا في جميع المؤمنين وجميع الكافرين ويقال نزلت في النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي أبي جهل يعني من كان له في هذه الدنيا عدة مع دين الله خير ممن كان له سعة وفرج مع الشرك ثم هو يوم القيامة من المحضرين يعني من المعذبين في النار وقال عز وجل: { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ } يعني واذكر يوم يدعوهم يعني المشركين { فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِىَ ٱلَّذِينَ } يعني: المشركين { كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } لهم شركاتي في الدنيا { قَالَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ } وجبت عليهم الحجة فوجب عليهم العذاب ويقال وجب عليهم القول وهو قوله { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ } [الأعراف: 18] { رَبَّنَا هَـؤُلاء ٱلَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَـٰهُمْ } يعني القادة يقولون ربنا هؤلاء الذين أضللنا يعني السفلة أغويناهم { كَمَا غَوَيْنَا } أي أضللناهم كما كنا ضالين ويقال: يقول الكافرون ربنا هـؤلاء الذين أغوينا يعني الشياطين فقالت الشياطين أغويناهم يعني أضللناهم كما غوينا أي أضللنا { تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ } من عبادتهم { مَا كَانُواْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ } يعني: ما كانوا يأمرونا بعبادة الآلهة { وَقِيلَ } للكفار { ٱدْعُواْ شُرَكَائَكُمْ } يعني آلهتكم التي تعبدون من دون الله { فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ } يقول الله عز وجل: { وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُواْ يَهْتَدُونَ } يعني يودون لو أنهم كانوا مهتدين في الدنيا ويقال يودون أن لم يكونوا اتبعوهم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم أي لم يجيبوهم بحجة تنفعهم فيودون أنهم لم يعبدوهم لما رأوا العذاب ثم قال عز وجل: { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ } يعني يسألهم يوم القيامة { فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمْ ٱلْمُرْسَلِينَ } في التوحيد { فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَنبَـاءُ } يعني ألبست عليهم الحجج { يَوْمَئِذٍ } من الهول { فَهُمْ لاَ يَتَسَاءلُونَ } يعني: لا يسأل بعضهم بعضاً عما يحتجون به رجاء أن يكون عنده من الحجة ما لم يكن عند غيره لأن الله تعالى أدحض حجتهم وفي الدنيا إذا اشتبهت عليه الحجة ربما يسأل عن غيره فيلقنه الحجة وفي الآخرة آيس من ذلك.