التفاسير

< >
عرض

لَتُبْلَوُنَّ فِيۤ أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُوۤاْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذٰلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ
١٨٦
-آل عمران

بحر العلوم

قوله تعالى: { لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ } يقول: لتختبرن في أموالكم بالنقصان والذهاب. ويقال: بوجوب الحقوق فيها، وفي أنفسكم، بالأمراض والأوجاع والقتل { وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ } حين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء. { وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } يعني مشركي العرب { أَذًى كَثِيراً } باللسان والفعل. ويقال: نزلت الآية في شأن أبي بكر - رضي الله عنه -، كانوا - أهل الجاهلية - يهددونه ويشتمونه، ويقولون: إن ما يفعله محمد - صلى الله عليه وسلم - بمشاورته، فأمره الله تعالى بأن يصبر على أذاهم. فقال تعالى: { وَإِن تَصْبِرُواْ } على أذاهم { وَتَتَّقُواْ } المكافأة، ويقال: وتتقوا معاصيه. { فَإِنَّ ذٰلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } يعني من حقائق الأمور، ويقال: إن ذلك الصبر من خير الأمور.