ثم قال: {قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ} يعني اليهود والنصارى {لِمَ تَكْفُرُونَ بِـآيَـٰتِ ٱللَّهِ} يعني لم (تكفرون) بالحج والقرآن ومحمد - صلى الله عليه وسلم - {وَٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ} من الجحود والكفر {قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لَمَ تَصُدُّونَ} يقول لم تصرفون الناس {عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ} أي عن دين الله الإسلام، والحج {تَبْغُونَهَا عِوَجاً} أي تطلبونها تغيراً وزيناً {وَأَنْتُمْ شُهَدَاء} أن ذلك في التوراة {وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} من كتمان صفة محمد - صلى الله عليه وسلم - ونعته. ويقال في اللغة: ما كان ينتصب انتصاب العود والحائط، يقال، عوج بالنصب، وما لم ينتصب مثل الأرض والكلام، ويقال: عوج، كما قال تعالى:
{ لاَّ تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً وَلاۤ أَمْتاً } [طه: 107] وقال تعالى: { وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا. قَيِّماً } [الكهف: 1-2].