التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
٣
لِّيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
٤
وَٱلَّذِينَ سَعَوْا فِيۤ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ
٥
-سبأ

بحر العلوم

قوله عز وجل: { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبّى } قسم أقسم به يعني: بلى والله، قوله { لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَـٰلِمِ ٱلْغَيْبِ } قرأ ابن عامر ونافع عـالم بالضم جعله رفعاً بالابتداء، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم عالم الغيب بكسر الميم وهو صفة لله تعالى وهو قوله { ٱلْحَمْدُ للَّهِ } ويقال ردّه إلى حرف القسم وهو قوله تعالى { قُلْ بَلَىٰ وَرَبّى عَـٰلِمُ } وقرأ حمزة والكسائي علام الغيب، وهو على المبالغة في وصف الله عز وجل بالعلم ويقال من قرأ عالم الغيب بالضم فهو على المدح، ومعناه هو عالم الغيب، ويقال: هو على الابتداء وخبره { لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ } قرأ الكسائي لا يعزِب بكسر الواو وقرأ الباقون بالضم ومعناهما واحد أي لا يغيب عنه { مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } يعني: وزن ذرة صغيرة والذرة النملة الصغيرة الحمراء، ويقال: التي ترى في شعاع الشمس { فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَلاَ فِى ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ } يعني: قد بيّن الله عز وجل في اللوح المحفوظ { لِيَجْزِىَ } يعني: لكي يثيب { ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ } بأعمالهم في الدنيا { وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ } لذنوبهم { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } أي ثواب حسن في الجنة قوله عز وجل { وَٱلَّذِينَ سَعَوْاْ فِى ءايَـٰتِنَا } يعني: عملوا في القرآن { مُعَـٰجِزِينَ } يعني: متسابقين ليسبق كل واحد منهم بالتكذيب قرأ أبو عمرو وابن كثير معجزين أي مثبطين يثبطون الناس عن الإيمان بالقرآن و { أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مّن رّجْزٍ أَلِيمٍ } قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص أليم بضم الميم وكذلك في الجاثية جعلاه من نعت العذاب يعني: عذاب أليم من رجز على معنى التقديم يعني: عذاب شديد وقرأ الباقون بالكسر فيكون صفة للرجز يعني: عذاب من العذاب الأليم.