التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ مَآ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَآ أَنَزلَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ
١٥
قَالُواْ رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ
١٦
وَمَا عَلَيْنَآ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ
١٧
قَالُوۤاْ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ
١٨
قَالُواْ طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
١٩
-يس

بحر العلوم

قوله عز وجل: { قَالُواْ مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } يعني آدمي مثلنا { وَمَا أَنَزلَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مِن شَىْء } يعني لم يرسل الرسل من الآدميين { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ } بأنكم رسل الله تعالى يعني أرسلكم عيسى بأمر الله تعالى، فأنكروا ذلك { قَالُواْ رَبُّنَا يَعْلَمُ } يعني أن الرسل قالوا ربنا يعلم { إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } يعني أرسلنا عيسى عليه السلام بأمر الله تعالى { وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ ٱلْبَلَـٰغُ ٱلْمُبِينُ قَالُواْ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ } يعني قال أهل أنطاكية إنا تشاءمنا بكم، وهذا الذي يصيبنا من شؤمكم، وهو قحط المطر { لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ } يعني لنقتلنّكم { وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالُواْ طَـٰئِرُكُم مَّعَكُمْ } يعني شؤمكم معكم وبأعمالكم الخبيثة، ويقال: إن الذي يصيبكم كان مكتوباً في أعناقكم { أَءن ذُكّرْتُم } يعني إن وعظتم بالله، قرأ نافع، وأبو عمرو (آين) بهمزة واحدة ممدودة، وقرأ الباقون بهمزتين، وقرأ زر بن حبيش: إِنْ ذكرتم بهمزة واحدة مع التخفيف والفتح يعني: لأنكم وعظتم فلم تتعظوا، ومن قرأ بالاستفهام فمعناه: إن وعظتم تطيرتم، قالوا: هذا جواباً لقولهم إنا تطيرنا بكم، ويقال معناه: أئن ذكرتم، يعني حين وعظتم بالله تشاءمتم بنا، ثم قال: { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } يعني مشركون.