ثم قال: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ} قال الضحاك: نزلت الآية في شأن وحشي قاتل حمزة - رضي الله عنه - أشرك بالله وقتل ثم جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني لنادم، فهل لي من توبة؟ فنزل {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ} {ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ} الآية، وقال الكلبي: نزلت في شأن طعمة {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً} بسرقة الدرع، أو يظلم نفسه برميه غيره، وجحوده، ثم يستغفر الله أي يتوب إلى الله {يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُوراً} متجاوزاً {رَّحِيماً} لمن اتقى الشرك. وروي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: كنت إذا سمعت حديثاً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفعني الله به ما شاء، وإذا سمعته من غيره حلفته. وحدثني أبو بكر الصديق، وصدق أبو بكر - رضي الله عنه - قال ما من عبد يذنب ذنباً ثم يتوضأ، ويصلي ركعتين، ويستغفر الله تعالى إلا غفر الله له، وتلا هذه الآية: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ...} الآية ثم قال تعالى: {وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً} يعني الشرك بالله تعالى {فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ} أي يضر بنفسه، {وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} ثم قال: {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً، أَوْ إِثْماً} يعني عمل بالمعصية {ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً} قال مقاتل: وهو طعمة حين رمى بالدرع في دار الأنصاري، واتهمه به، وهو قوله: ثم يرم به بريئاً، وقال الضحاك: يعني به المنافقين، حيث قالوا في عائشة - رضي الله عنها - قولاً عظيماً فقال: ومن يكسب خطيئة، أو إثماً بالمعاصي، ثم يرم به بريئاً يعني عائشة وصفوان ثم قال تعالى: {فَقَدِ ٱحْتَمَلَ بُهْتَـٰناً} يقول: فقد قال: كذباً، {وَإِثْماً مُّبِيناً} ذنباً طاهراً. قوله تعالى: {وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ} يعني فضل الله عليك بالنبوة، ورحمته بالوحي {لَهَمَّتْ طَّائِفَةٌ مّنْهُمْ} أي جماعة {أَن يُضِلُّوكَ} أي يخطئون في الحكم {وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنفُسَهُمْ} أي وما يرجع وبال ذلك إلا على أنفسهم {وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ} وإنما يضرون بأنفسهم. قال الضحاك: نزلت الآية في وفد ثقيف، قدموا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالوا: جئناك، لنبايعك على أن لا تكسر أصنامنا، ولا تعشرنا، فلم يجبهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزلت لهمت طائفة منهم أن يضلوك، وقال الكلبي: يعني قوم طعمة. ثم قال: {وَأَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ} يعني القرآن {وَٱلْحِكْــمَةِ} يعني القرآن والحكمة - يعين القضاء والمواعظ {وَعَلَّمَكَ} بالوحي {مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} قبل الوحي {وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} بالنبوة.