التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُـمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى ٱلإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ
١٠
قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ
١١
ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فَٱلْحُكْمُ للَّهِ ٱلْعَلِـيِّ ٱلْكَبِيرِ
١٢
-غافر

بحر العلوم

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ } قال مقاتل والكلبي لما عاين الكفار النار ودخلوها مقتوا أنفسهم، أي لاموا أنفسهم وغضبوا عليها، فتقول لهم خزنة جهنم { لَمَقْتُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ } يعني غضب الله عليكم وسخطه، أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ { أَنفُسَكُـمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى ٱلإِيمَـٰنِ فَتَكْفُرُونَ } أي تجحدون وتثبتون على الكفر { قَالُواْ رَبَّنَا أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ } يعني كنا نطفاً أمواتاً { وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ } يعني فأحييتنا ثم أمتنا عند آجالنا، ثم أحييتنا اليوم، وذكر عن القتبي نحو هذا، وقال بعضهم: إحدى الإماتتين يوم الميثاق حين صيروا إلى صلب آدم، والأخرى في الدنيا عند انقضاء الأجل، وإحدى الإحيائين في بطن الأمهات. والأخرى في القبر { فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا } يعني أقررنا بشركنا، وظهر لنا أن البعث حق { فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مّن سَبِيلٍ } يعني فهل سبيل إلى الخروج من النار، ويقال فهل من حيلة إلى الرجوع { ذٰلِكُمْ } يعني يقال لهم ذلك الخلود { بِأَنَّهُ إِذَا دُعِىَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ } يعني إذا قيل لكم لا إلٰه إلا الله جحدتم، وأقمتم على الكفر { وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ } يعني إذا دعيتم إلى الشرك، وعبادة الأوثان تصدقوا { فَٱلْحُكْمُ للَّهِ ٱلْعَلِـىّ ٱلْكَبِيرِ } يعني القضاء فيكم لله العلي الكبير، أي الرفيع فوق خلقه، القاهر لخلقه، الكبير بالقدرة والمنزلة.