قوله تعالى: {إِنَّ شَجَرَةَ ٱلزَّقُّومِ طَعَامُ ٱلأَثِيمِ} يعني الفاجر وهو الوليد وأبو جهل ومن كان مثل حالهما {كَٱلْمُهْلِ يَغْلِى فِى ٱلْبُطُونِ} يعني كالصفر المذاب، قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص (كَٱلْمُهْلِ يَغْلِى} بالياء بلفظ التذكير، والباقون بلفظ التأنيث فمن قرأ بلفط التذكير رده إلى المهل، ومن قرأ بلفظ التأنيث رده إلى الشجرة {كَغَلْىِ ٱلْحَمِيمِ} يعني الماء الحار الذي قد انتهى حره، ثم قال للزبانية {خُذُوهُ فَٱعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَاء ٱلْجَحِيمِ} يعني فسوقوه وادفعوه إلى وسط الجحيم، قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر (فَاعْتُلُوه) بضم التاء، والباقون بالكسر وهما لغتان، ومعناهما واحد، يعني امضوا به بالعنف والشدة، وقال مقاتل: يعني ادفعوه على وجهه، وقال القتبي: خذوه بالعنف {ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ} ويقال له: {ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ} وذلك أن أبا جهل قال: أنا في الدنيا أعز أهل هذا الوادي، وأكرمه، فيقال له في الآخرة ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ، يعني المتعزز المتكرم كما قلت في الدنيا قوله عز وجل: {إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ} يعني: تشكون في الدنيا، قرأ الكسائي (ذُقْ أَنَّكَ) بنصب الألف والباقون بالكسر، فمن قرأ بالنصب فمعناه: ذق يا أبا جهل لأنك قلت أنك أعز أهل هذا الوادي، فقال الله تعالى {ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ} القائل أنا العزيز الكريم، ومن قرأ بالكسر فهو على الاستئناف، ثم وصف حال المؤمنين في الآخرة.