التفاسير

< >
عرض

حـمۤ
١
تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ
٢
إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لأيَٰتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ
٣
وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ
٤
وَٱخْتِلاَفِ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَّن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ ءَايَٰتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
٥
تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِ يُؤْمِنُونَ
٦
-الجاثية

بحر العلوم

قوله تبارك وتعالى: {حمۤ تَنزِيلُ ٱلْكِتَـٰبِ} يعني: هذا الكتاب تنزيل {مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ} وقد ذكرناه {إِنَّ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ لآيَـٰتٍ لّلْمُؤْمِنِينَ} يعني: لعبرات للمؤمنين في خلقهن، ويقال: معناه أن ما في السموات من الشمس، والقمر والنجوم وفي الأرض من الجبال والأشجار والأنهار وغيرها من العجائب لعبرات ودلائل واضحات للمؤمنين، يعني للمقرين المصدقين، ويقال لِلْمُؤْمِنِينَ يعني: لمن أراد أن يؤمن ويتقي الشرك قوله عز وجل: {وَفِى خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ} يعني: وفيما خلق من الدواب {ءَايَٰتٌ لّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} يعني: عبرات ودلائل لمن كان له يقين، قرأ حمزة والكسائي (آيَاتٍ) بالكسر، والباقون بالضم، وكذلك الاختلاف في الذي بعده، فمن قرأ بالكسر فإن المعنى: إن في خلقكم آيات لقوم يوقنون، فهو في موضع النصب، إلاَّ أن هذه التاء تصير خفضاً في موضع النصب، وإنما أضمر فيه إنَّ لأَنَّ قوله {إِنَّ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْض لآيَاتٍ} في موضع النصب، فكذلك في الثاني معناه: إن في خلقكم آيات، ومن قرأ بالضم فهو على الاستئناف على معنى وفي خلقكم آيات {وَٱخْتِلَـٰفِ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ} يعني: في اختلاف الليل والنهار، في سواد الليل وبياض النهار، يعني في اختلاف ألوانهما، وذهاب الليل ومجيء النهار {وَمَا أَنَزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَاء مَّن رِزْقٍ} وهو المطر {فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} يعني بعد يبسها وقحطها {وَتَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ} مرة رحمة، ومرة عذاباً، ويقال: مرة جنوباً ومرة شمالاً ثم قال {ءَايَٰتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ تَلْكَ ءَايَـٰتُ ٱللَّهِ} يعني هذه دلائل الله وعلامة وحدانيته {نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقّ} يعني يقرأ عليك جبريل من القرآن بأمر الله {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} قال مقاتل: إن لم تؤمنوا بهذا القرآن فبأي حديث بعد توحيد الله وبعد القرآن تؤمنون يعني: تصدقون.