التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
٧
وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ
٨
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ
٩
أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا
١٠
ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَأَنَّ ٱلْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ
١١
إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلأَنْعَامُ وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ
١٢
-محمد

بحر العلوم

فقال { يـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ } يعني: إن تنصروا دين الله بقتال الكفار { يَنصُرْكُمُ } بالغلبة على أعدائكم { وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ } فلا تزول في الحرب ثم قال تعالى: { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ } يعني: بعدا ونكساً وخيبة لهم، وهو من قولك: تعست أي عثرت وسقطت { وَأَضَلَّ أَعْمَـٰلَهُمْ } يعني: أبطل ثواب حسناتهم فلم يقبلها منهم، ثم بين المعنى الذي أبطل به حسناتهم فقال { ذٰلِكَ } يعني: ذلك الإبطال { بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَا أَنزَلَ ٱللَّهُ } يعني أنكروا وكرهوا الإيمان بما أنزل الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - { فَأَحْبَطَ أَعْمَـٰلَهُمْ } يعني: ثواب أعمالهم، ثم خوفهم ليعتبروا فقال عز وجل: { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ } يعني: أفلم يسافروا في الأرض { فَيَنظُرُواْ } يعني: فيعتبروا { كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يعني: كيف كان آخر أمرهم { دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } يعني أهلكهم الله تعالى بالعذاب { وَلِلْكَـٰفِرِينَ أَمْثَـٰلُهَا } يعني: للكافرين من هذه الأمة أمثالها من العذاب، وهذا وعيد لكفار قريش ثم قال: { ذٰلِكَ } يعني: النصرة التي ذكر في قوله { إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ } { بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } يعني: إن الله تبارك وتعالى ناصر أولياءه بالغلبة على أعدائهم { وَأَنَّ ٱلْكَـٰفِرِينَ لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ } يعني لا ناصر ولا ولي لهم لا تنصرهم آلهتهم، ولا تمنعهم مما نزل بهم من العذاب، ثم ذكر مستقر المؤمنين، ومستقر الكافرين فقال { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ جَنَـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ } وقد ذكرناه { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ } يعني: يعيشون بما أعطوا في الدنيا { وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلأَنْعَـٰمُ } ليس لهم هَمٌّ إِلاَّ الأكل والشرب والجماع { وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } أي منزلاً ومستقراً لهم.