التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَٰهُمْ جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ
٦٥
وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيهِمْ مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَآءَ مَا يَعْمَلُونَ
٦٦
-المائدة

بحر العلوم

وقوله تعالى: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ } يعني اليهود والنصارى { ءَامَنُواْ } يعني صدقوا بتوحيد الله تعالى وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن { وَٱتَّقَوْاْ } الشرك والمعاصي { لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَـٰتِهِمْ } يعني غفرنا ذنوبهم { وَلأَدْخَلْنَـٰهُمْ جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ } في الآخرة. ثم قال: { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنجِيلَ } يعني أقروا بما فيها وبينوا ما كتموا { وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِمْ مِّن رَّبِّهِمْ } يعني عملوا بما أنزل إليهم من ربهم، يعني عملوا بما أنزل إليهم من ربهم في كتابهم ويقال: القرآن { لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ } يعني يرزقهم الله تعالى المطر من فوقهم في الوقت الذي ينفعهم { وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم } يعني النبات من الأرض. وقال الزجاج: هذا على وجه التوسعة يقال: فلان خيره من فوقه إلى قدمه، يعني: لو أنهم فعلوا ما أمروا لأعطاهم الله الخير من فوقهم ومن تحت أرجلهم يعني صاروا في الخير في الدنيا والآخرة وروى أبو موسى الأشعري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: أيما رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فله أجران، ثم قال: { مّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ } يعني عصبة وجماعة عادلة وهم مؤمنو أهل الكتاب من أهل التوراة والإنجيل { وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ } الذين لم يصدقوا ولم يؤمنوا.