التفاسير

< >
عرض

وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ
٣١
هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ
٣٢
مَّنْ خَشِيَ ٱلرَّحْمَـٰنَ بِٱلْغَيْبِ وَجَآءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ
٣٣
ٱدْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلُخُلُودِ
٣٤
لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ
٣٥
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً فَنَقَّبُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ
٣٦

بحر العلوم

قوله عز وجل: { وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ } يعني قربت وأدنيت الجنة { لِّلْمُتَّقِينَ } الذين يتقون الشرك والكبائر، ويقال زينت الجنة ثم قال عز وجل { غَيْرَ بَعِيدٍ } يعني ينظرون إليها قبل دخولها، ويقال غَيْرَ بَعِيدٍ، يعني دخولهم غير بعيد، فيقال لهم { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ } في الدنيا { لِكُلّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ } أي مقبل إلى طاعة الله، حفيظ لأمر الله تعالى في الخلوات وغيرها، ويقال الأواب الحفيظ: الذي إذا ذكر خطاياه استغفر منها وروى مجاهد عن عبيد بن عمير مثل هذا قوله عز وجل { مَّنْ خَشِىَ ٱلرَّحْمَـٰنَ بِٱلْغَيْبِ } يعني يخاف الله عز وجل، فيعمل بما أمره الله، وانتهى عما نهاه، وهو في غيب منه { وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } يعني مقبلاً إلى طاعة الله مخلصاً، ويقال لهم { ٱدْخُلُوهَا بِسَلامٍ } ذكر في أول الآية بلفظ الواحدان، وهو قوله "وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ" ثم ذكر بلفظ الجماعة وهو قوله { ٱدْخُلُوهَا } لأن لفظه من اسم جنس يقع على الواحد وعلى الجماعة، مرة تكون عبارة عن الجماعة، ومرة تكون عن الواحدان { ٱدْخُلُوهَا بِسَلامٍ } يعني بسلامة من العذاب والموت والأمراض والآفات { ذَلِكَ يَوْمُ ٱلُخُلُودِ } أي لا خروج منه قوله عز وجل { لَهُمْ مَّا يَشَآءونَ فِيهَا } يعني يتمنون فيها { وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } يعني زيادة على ما يتمنون، من التحف والكرامات، ويقال هو الرؤية، وكقوله: { { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ } [يونس: 26] ثم قال عز وجل { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ } يعني قبل أهل مكة { هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً } يعني أشد من أهل مكة قوة { فَنَقَّبُواْ فِى ٱلْبِلَـٰدِ } يعني طافوا وتقلبوا في أسفارهم وتجاراتهم، ويقال تغربوا في البلاد { هَلْ مِن مَّحِيصٍ } يعني هل من فرار، وهل من ملجأ من عذاب الله.