التفاسير

< >
عرض

إِذَا رُجَّتِ ٱلأَرْضُ رَجّاً
٤
وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاً
٥
فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً
٦
وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً
٧
فَأَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ
٨
وَأَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ
٩
-الواقعة

بحر العلوم

قال عز وجل: { إِذَا رُجَّتِ ٱلأَرْضُ رَجّاً } يعني زلزلت الأرض زلزلة وحركت تحريكاً شديداً لا تسكن حتى تلقي جميع ما في بطنها على ظهرها ثم قال { وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاً } يعني فتتت الجبال فتاً، ويقال قُلِعت الجبال قَلْعاً ويقال كُسِرت الجبال كسراً { فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً } يعني تراباً وهو ما يسطع من سنابك الخيل، ويقال الغبار الذي في شعاع الكوة، وقال القتبي وبست الجبال بساً - يعني فتتت حتى صارت كالدقيق والسويق المبثوث، ثم وصف حال الخلق في يوم القيامة وأخبر أنهم ثلاثة أصناف اثنان في الجنة وواحدة في النار ثم نعت كل صنف من الثلاثة على حدة فقال { وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَـٰثَةً } يعني تكونون يوم القيامة ثلاثة أصناف { فَأَصْحَـٰبُ ٱلْمَيْمَنَةِ } يعني الذين يعطون كتابهم بأيمانهم { مَا أَصْحَـٰبُ ٱلْمَيْمَنَةِ } يعني ما تدري ما لأَصْحاب الميمنة من الخير والكرامات { وَأَصْحَـٰبُ ٱلْمَشْـئَمَةِ } يعني الذين يعطون كتابهم بشمالهم { مَا أَصْحَـٰبُ ٱلْمَشْـئَمَةِ } يعني ما تدري ما لأصحاب المشئمة من الشرب والعذاب، ويقال أصحاب الميمنة يعني الذين كانوا يوم الميثاق على يمين آدم عليه السلام ويقال على يمين العرش وأصحاب المشـئمة الذين كانوا على شمال آدم عليه السلام. ويقال على شمال العرش، ويقال أصحاب الميمنة الذين يكونون يوم القيامة على يمين العرش ويأخذون طريق الجنة وأصحاب المشـئمة الذين يأخذون طريق الشمال فيفضي بهم إلى النار.