التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٢٨
لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّن فَضْلِ ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ
٢٩
-الحديد

بحر العلوم

قال عز وجل: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } يعني: أطيعوه فيما يأمركم به وفيما ينهاكم عنه { وَآمِنُواْ بِرَسُولِهِ } محمد - صلى الله عليه وسلم - يعني: اثبتوا على الإسلام بعد نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم - ويقال يا أيها الذين آمنوا بعيسى ابن مريم آمنوا بالله ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - { يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ } يعني: أجرين من فضله ويقال "لما نزلت في أهل مكة" { { أُوْلَـٰئِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ } [القصص:54] حزن المسلمون فنزل فيهم (يؤتكم كفلين من رحمته) وأصل الكِفْل النصيب يعني: نصيبين من رحمته أحدهما بإيمان نبيّه قبل خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - والآخر الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - . ثم قال عز وجل: { وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ } يعني: يجعل لكم سبيلاً واضحاً تهتدون به { وَيَغْفِرْ لَكُمْ } يعني: يغفر لكم ذنوبكم { وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } يعني: يغفر الذنوب للمؤمنين (رحيم) بهم { لّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَـٰبِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَىْء مّن فَضْلِ ٱللَّهِ } ولا مؤكدة في الكلام ومعناه لأن يعلموا أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله ورحمته يعني مؤمني أهل الكتاب يعملون أنهم لا يقدرون من فضل الله إلا برحمته لا برحمته { وَأَنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ } يعني: الثواب من الله تعالى { يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء } من كان أهلاً لذلك من العبادة { وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } يعني: هو المعطي وهو المانع والله أعلم بالصواب.