قال عز وجل: { لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } يعني: له خزائن السَّماوات والأرض يعني: خزائن السَّماوات المطر وخزائن الأرض النبات، ويقال معناه: له نفاذ الأمر في السَّماوات والأرض ثم قال: { يُحْيِـي وَيُمِيتُ } يعني: يحيي للبعث ويميت في الدنيا { وَهُوَ عَلَىٰ كُلّ شَىْء قَدِيرٌ } من الإحياء والإماتة ثم قال عز وجل: { هُوَ ٱلأَوَّلُ } يعني: الأول قبل كل أحد { وَٱلآخِرُ } بعد كل أحد { وَٱلظَّـٰهِرُ } يعني: الغالب على كل شيء { وَٱلْبَـٰطِنُ } يعني: العالم بكل ويقال (هو الأول) يعني: مؤول كل شيء (والآخر) يعني: مؤخر كل شيء (والظاهر) يعني: المظهر (والباطن: يعني: المبطن، ويقال هو (الأول) يعني: خالق الأولين (والآخر) يعني: خالق الآخرين والظاهر يعني خالق الآدميين وهم ظاهرون (والباطن) يعني: خالق الجن والشياطين الذين لا يظهرون ويقال (هو الأول) يعني: خالق الدنيا والآخر يعني: خالق الآخرة (والظاهر والباطن) يعني: عالم بالظاهر والباطن، ويقال هو الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء والظاهر والباطن يعني: منه نعمة ظاهرة، ويقال هو (الأول والآخر والظاهر والباطن) يعني: هو الرب الواحد ثم قال { وَهُوَ بِكُلّ شَىْءٍ عَلِيمٍ } يعني: من أمر الدنيا والآخرة ثم قال عز وجل: { هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى ٱلأَرْضِ } يعني ما يدخل في الأرض من الماء والكنوز والأموات { وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا } من النبات والكنوز والأموات { وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاء } وهو المطر والثلج والرزق والملائكة { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا } يعني: ما يصعد فيها من الملائكة وأعمال العباد والأرواح { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنتُمْ } يعني: عالم بكم وبأعمالكم أينما كنتم في الأرض { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } فيجازيكم بالخير خيراً وبالشر شراً. ثم قال عز وجل: { لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } ثم قال عز وجل: { يُولِجُ ٱلَّيْلَ فِى ٱلنَّهَارِ } يعني: يُدخل الليل في النهار إذا جاء الليل ذهب النهار { وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِى ٱلَّيْلِ } يعني: يُدخل النهار في الليل إذا جاء النهار ذهب الليل ومعنى آخر يعني: يدخل زيادة الليل في النهار يعني: يصير الليل أطول ما يكون خمس عشرة ساعة والنهار أقصر ما يكون تسع ساعات والليل والنهار أربع وعشرون ساعة، ثم قال عز وجل: { وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } يعني: بما في القلوب من الخير والشر.