التفاسير

< >
عرض

أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١٢٢
وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَٰبِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ
١٢٣
-الأنعام

بحر العلوم

ثم قال: { أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَـٰهُ } يعني من كان ضالاً كافراً فهديناه إلى الإسلام والتوحيد { وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ } يعني أكرمناه بالمعرفة. ويقال: جعلنا له إيماناً يهتدي به سبيل الخيرات والنجاة يمشي به في الناس، يعني مع المؤمنين ويقال: أعطيناه نوراً يوم القيامة يمشي به على الصراط مع المؤمنين، لا يكن حاله { كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَـٰتِ } يعني كمن قدر عليه الكفر ونزل في الكفر مخذولاً { لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } يعني ليس براجع منها يعني ليسا بسواء. قال الكلبي: نزلت في عمار بن ياسر يعني ليس حاله بحال الكفار. وقال مقاتل: يعني به النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس مثل أبي جهل بن هشام الذي بقي في الكفر. ويقال: يعني جميع المؤمنين ليس حالهم كحال الكفار. قرأ نافع (أومن كان مَيِّتاً بالتشديد، وقرأ الباقون: بالتخفيف ومعناهما واحد. ثم قال: { كَذَلِكَ زُيّنَ لِلْكَـٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } يعني هكذا نعاقب من اختار الكفر على الإيمان فنختم على قلبه مجازاة لكفره. ثم قال: { وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلّ قَرْيَةٍ أَكَـٰبِرَ مُجْرِمِيهَا } يعني جعلنا مجرميها أكابرها وجبابرتها كما جعلنا في أهل مكة وهذا معطوف على ما قبله، أي مثل ذلك جعلنا في كل قرية، كما زين للكافرين { لِيَمْكُرُواْ فِيهَا } يعني ليتكبروا فيها ويكذبوا رسلهم { وَمَا يَمْكُرُونَ } يعني وما يصنعون ذلك { إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ } يعني إلا على أنفسهم { وَمَا يَشْعُرُونَ } أن ذلك على أنفسهم.