التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ يَقُصُّ ٱلْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْفَٰصِلِينَ
٥٧
قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ ٱلأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِٱلظَّالِمِينَ
٥٨
-الأنعام

بحر العلوم

ثم قال: { قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيّنَةٍ مِّن رَّبِّي } يعني على أمر بين. ويقال: على دين من ربي { وَكَذَّبْتُم بِهِ } يعني بالقرآن ويقال: بالعذاب. وذلك أن النضر بن الحارث قال: إن كان ما تقوله حقاً فأتنا بعذاب الله فنزل: { مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ } يعني العذاب { إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ } يعني ما القضاء في ذلك إلا لله في نزول العذاب { يَقُصُّ ٱلْحَقَّ } بنزول العذاب. وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم: (يقص الحق) بالصاد يعني يبين الحق ويقال: يأمر بالحق وقرأ الباقون: (يقض الحق) بالضاد ولكن لا يكتب بالياء لأن الياء سقطت في اللفظ لالتقاء الساكنين ويقوم الكسر مقام الياء كقوله تعالى: { سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ } [العلق: 18] فحذفت الواو. وتفسيره يقضي قضاء الحق. وقرأ ابن عباس رضي الله عنه: (يقضي بالحق) ثم قال: { وَهُوَ خَيْرُ ٱلْفَـٰصِلِينَ } يعني الحاكمين القاضين. ثم قال: { قُل: لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ } يعني العذاب { لَقُضِيَ ٱلأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } بالعذاب { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِٱلظَّـٰلِمِينَ } يعني بعقوبة الظالمين هو أعلم متى ينزل بهم العذاب.