التفاسير

< >
عرض

فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ وَٱسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
١٦
إِن تُقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ
١٧
عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
١٨
-التغابن

بحر العلوم

قال عز وجل: { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ } يعني: على قدر ما أطقتم { وَٱسْمَعُواْ } يعني: اسمعوا ما تؤمرون به من المواعظ { وَأَطِيعُواْ } يعني: وأطيعوا الله والرسول { وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَنفُسِكُمْ } يعني: تصدقوا خيراً: يعني: وأنفقوا من أموالكم في حق الله تعالى لأنفسكم يعني ثوابه لأنفسكم ويكون زاداً لكم إلى الجنة، ويقال معناه: تصدقوا خيراً لأنفسكم من إمساك الصدقة { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ } يعني: يدفع البخل عن نفسه { فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } يعني الناجين السعداء وقوله تعالى: { إِن تُقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } يعني: صادقاً من قلوبكم { يُضَـٰعِفْهُ لَكُمْ } يعني؛ القرض يضاعف حسناتكم ويقال يضاعفه لكم يعني الله تعالى يضاعف القرض لكم فيعطي للواحد عشرة إلى سبعمائة إلى ما لا يحصى { وَيَغْفِرْ لَكُمْ } يعني: يغفر لكم ذنوبكم { وَٱللَّهُ شَكُورٌ } يعني: يقبل اليسير ويعطي الجزيل { حَلِيمٌ } لا يعجل بالعقوبة لمن يبخل ثم قال: { عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ } وقد ذكرناه { ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ } يعني العزيز في ملكه الحكيم في أمره سبحانه وتعالى - وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.