التفاسير

< >
عرض

عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ
١
عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ
٢
ٱلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ
٣
كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ
٤
ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ
٥
-النبأ

بحر العلوم

قوله تعالى { عَمَّ يَتَسَاءلُونَ } وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بعث جعلوا يتساءلون فيما بينهم ويقولون ما الذي جاء به هذا الرجل فنزل عم يتساءلون يعني عماذا يتساءلون ثم قال { عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ } يعني يتساءلون عن الخبر العظيم وهو القرآن كقوله - { { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ } [ص:68] ويقال معناه عن ماذا يتحدثون وعن أي شيء يتحدثون ثم قال عن النبأ العظيم يعني خبراً عظيماً وقال الزجاج أصله عما يتساءلون ثم بين فقال عن النبأ العظيم يعني عن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقيل عن القرآن وقيل عن النبأ العظيم يعني عن البعث والدليل قوله تعالى { { إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ كَانَ مِيقَـٰتاً } [النبأ:17] ثم بين لهم الأمر الذي كانوا يتساءلون وهو البعث ثم قال عز وجل { ٱلَّذِى هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ } يعني مصدقاً ومكذباً يعني بالبعث بعضهم مصدق وبعضهم مكذب، ويقال بالقرآن ويقال بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ثم قال الله تعالى { كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } يعني سيعرفون { ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } يعني سيعرفون ذلك الوعيد على أثر الوعيد يعني سيعلمون عند الموت وفي الآخرة ويتبين لهم بالمعاينة قرأ ابن عامر ستعلمون بالتاء على وجه المخاطبة وقرأ الباقون بالياء على معنى الخبر عنهم.