{ وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ } يعني خلافك ويميلوا إلى الكفر بعد الإسلام { فَقَدْ خَانُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ } يعني عصوا الله وكفروا من قبل { فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ } يعني فأمكنك منهم وأظهرك عليهم يوم بدر حتى قهرتهم وأسرتهم { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } بخلقه { حَكِيمٌ } حيث أمكنك منهم. يعني أن خانوك أمكنتك منهم لتفعل بهم مثل ما فعلت من قبل. قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } يعني صدقوا بتوحيد الله تعالى وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن { وَهَاجَرُواْ } من مكة إلى المدينة أي: { وَجَـٰهَدُواْ } العدو { بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ } يعني في طاعته وفيما فيه رضاه. ثم ذكر الأنصار فقال { وَٱلَّذِينَ ءاوَواْ وَّنَصَرُواْ } يعني أووا ونصروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرين، يعني أنزلوهم وأسكنوهم ديارهم ونصروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسبق { أُوْلَـٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } يعني في الميراث وفي الولاية ليرغبهم في الهجرة. وكانت الهجرة فريضة في ذلك الوقت ثم قال { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ } إلى المدينة { مَا لَكُمْ مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ } في الميراث. قرأ حمزة وِلاَيَتِهِمْ بكسر الواو. وقرأ الباقون وَلاَيَتِهِمْ بالنصب يعني النصرة. ومن قرأ بالكسر فهو من الإمارة والسلطان. ثم قال: { حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ } يعني إلى المدينة. يا رسول: هل نعينهم إذا استعانوا بنا؟ يعني الذين آمنوا ولم يهاجروا. فنزل { وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِى ٱلدّينِ } يعني استعانوا بكم على المشركين فانصروهم { فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ } على من قاتلهم { إِلاَّ عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مّيثَاقٌ } يعني إلا أن يقاتلوا قوماً بينكم وبينهم عهد فلا تنصروهم عليهم وأصلحوا بينهم { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } في العون والنصرة قوله تعالى: { وَٱلَّذينَ كَفَرُواْ... }