التفاسير

< >
عرض

إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ
١٤
بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً
١٥
فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلشَّفَقِ
١٦
وَٱللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ
١٧
وَٱلْقَمَرِ إِذَا ٱتَّسَقَ
١٨
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ
١٩
-الانشقاق

بحر العلوم

قوله عز وجل: { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } قال مقاتل ظن أن لن يرجع إلى الله تعالى في الآخرة وهي لغة الحبشة، وقال قتادة يعني ظن أن لن يبعثه الله تعالى. وقال عكرمة ألم تسمع إلى قول الحبشي إذا قيل له حر يعني أرجع إلى أهلك. ثم قال { بَلَىٰ } يعني: ليرجعنّ إلى ربه في الآخرة { إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً } يعني كان عالماً به من يوم خلقه إلى يوم بعثه قوله تعالى: { فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلشَّفَقِ } يعني: أقسم بالشفق والشفق الحمرة والبياض الذي بعد غروب الشمس وهذا التفسير يوافق قول أبي حنيفةرحمه الله ، وروي عن مجاهد أنه قال: الشفق هو ضوء النهار، وروي عنه أنه قال الشفق النهار كله، وروي عن ابن عمر أنه قال: الشفق الحمرة وهذا يوافق قول أبي يوسف ومحمد رحمهما الله ثم قال { وَٱلَّيْلِ وَمَا وَسَقَ } يعني: ساق وجمع وضم، وقال القتبي أي حمل وجمع منه الوسق وهو الحمل، وقال الزجاج أي ضم وجمع، وقال مقاتل: "والليل وما وسق" يعني: ما يساق معه من الظلمة والكواكب. وقال الكلبي يعني: ما دخل فيه { وَٱلْقَمَرِ إِذَا ٱتَّسَقَ } يعني: إذا استوى وتم إلى ثلاثة عشرة ليلة ويقال إذا اتسق يعني: تم وتكامل { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ } قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي لتركبن بنصب التاء والباقون بالضم فمن قرأ بالنصب فمعناه لتركبن يا محمد من سماء إلى سماء، ومن قرأ بالضم فالخطاب لأمته أجمعين يعني لتركبن حالاً بعد حال حتى يصيروا إلى الله تعالى من إحياء وإماتة وبعث، ويقال: يعني مرة نطفة ومرة علقة، ويقال: حالاً بعد حال، مرة تعرفون ومرة لا تعرفون يعني يوم القيامة، ويقال يعني السماء لتحولن حالاً بعد حال، مرة تتشقق بالغمام ومرة تكون كالدهان. قرأ بعضهم ليركبن بالياء يعني: ليركبن هذا المكذب طبقاً عن طبق يعني: حالاً بعد حال يعني: الموت ثم الحياة.