التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ
٦
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ
٧
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً
٨
وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً
٩
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ
١٠
فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً
١١
وَيَصْلَىٰ سَعِيراً
١٢
إِنَّهُ كَانَ فِيۤ أَهْلِهِ مَسْرُوراً
١٣
-الانشقاق

بحر العلوم

قال عز وجل: { يأَيُّهَا ٱلإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ } قال مقاتل يعني: الأسود بن عبد الأسد ويقال: أبي بن خلف، ويقال: في جميع الكفار يعني: أيها الكافر إنك كادح يعني: ساع بعملك { إِلَىٰ رَبّكَ كَدْحاً } يعني: سعياً، ويقال معناه إنك عامل لربك عملاً { فَمُلَـٰقِيهِ } في عملك ما كان من خير أو شر فالأول قول مقاتل، والثاني قول الكلبي وقال الزجاج الكدح في اللغة السعي في العمل وجاء في التفسير إنك عامل عملاً فملاقيه أي ملاق ربك. قيل فملاقي عملك ثم قال عز وجل: { فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ } يعني: المؤمن { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } يعني: حساباً هيناً { وَيَنقَلِبُ } أي: يرجع { إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } الذي أعد الله له في الجنة سروراً به، وروى ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من نوقش في الحساب يوم القيامة عذب" . فقلت أليس يقول الله تعالى فسوف يحاسب حساباً يسيراً يعني: هيناً قال ليس ذلك في الحساب إِنما ذلك العرض ولكن من نوقش للحساب يوم القيامة عذب، ويقال حساباً يسيراً لأنه غفرت ذنوبه ولا يحاسب بها ويرجع من الجنة مستبشراً { وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ } يعني: الكافر يخرج يده اليسرى من وراء ظهره يعطى كتابه بها { فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً } يعني: بالويل والثبور على نفسه { وَيَصْلَىٰ سَعِيراً } يعني: يدخل في الآخرة ناراً وقوداً قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة ويصلى سعيراً بنصب الياء وجزم الصاد مع التخفيف والباقون، ويصلى بضم الياء ونصب الصاد مع التشديد فمن قرأ يصلى بالتخفيف فمعناه أنه يقاسي حر السعير وعذابه، يقال صليت النار إذا قاسيت عذابها وحرها ومن قرأ بالتشديد فمعناه أنه يكثر عذابه في النار حتى يقاصي حرها { إِنَّهُ كَانَ فِى أَهْلِهِ مَسْرُوراً } يعني: في الدنيا مسروراً بما أعطي في الدنيا فلم يعمل للآخرة.