التفاسير

< >
عرض

إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ
٦
وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ
٧
وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ
٨
ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
٩
إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ ٱلْحَرِيقِ
١٠
إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْكَبِيرُ
١١
-البروج

بحر العلوم

قوله عز وجل { إِذْ هُمْ عَلَيْهَا } يعني: القوم عند النار حضور قال سفيان إذ هم عليها على السرر { قُعُودٌ } عند النار { وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } يعني أن خدامهم وأعوانهم يفعلون بالمؤمنين ذلك وهم هناك شهود يعني حضوراً، ويقال يفعلون بالمؤمنين ذلك وهم شهود يعني: يشهدون بأن المؤمنين في ضلال تركوا عبادة آلهتهم ويقال على ما يفعلون بالمؤمنين شهود يشهدون على أنفسهم يوم القيامة { وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ } يعني: وما طعنوا فيهم { إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ } يعني: سوى أنهم صدقوا بتوحيد الله تعالى { ٱلْعَزِيزِ } في ملكه { ٱلْحَمِيدِ } في فعاله، ويقال وما نقموا منهم يعني وما أنكروا عليهم إلا أن يؤمنوا بالله يعني إلا إيمانهم بالله { ٱلَّذِى لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلّ شَىْء شَهِيدٌ } ثم بين ما أعد الله لأولئك الكفار فقال عز وجل: { إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ } يعني: عذبوا وأحرقوا { ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ } يعني في الدنيا { ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ } يعني: لم يرجعوا عن دينهم ولم يتوبوا إلى الله تعالى { فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ } في الآخرة { وَلَهُمْ عَذَابُ ٱلْحَرِيقِ } يعني: العذاب الشديد وقال الزجاج المعنى والله أعلم لهم عذاب بكفرهم ولهم عذاب بما حرقوا المؤمنين قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَهُمْ جَنَّـٰتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْكَبِيرُ } جزاءاً لهم.