التفاسير

< >
عرض

فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ
٥
خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ
٦
يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ
٧
إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ
٨
يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ
٩
فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ
١٠
-الطارق

بحر العلوم

قال { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَـٰنُ مِمَّ خُلِقَ } يعني: فليعتبر الإنسان من ماذا خلق قال بعضهم نزلت في شأن أبي طالب، ويقال نزلت في جميع من أنكر البعث ثم بين أول خلقهم ليعتبروا فقال { خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ } يعني: من ماء مهراق في رحم الأم ويقال دافق بمعنى مدفوق كقوله { { فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [القارعة:7] أي مرضية ثم قال { يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَائِبِ } يعني: خلق من مائين من ماء الأب يخرج من بين الصلب ومن ماء الأم يخرج من الترائب والترائب موضع القلادة كما قال امرؤ القيس:

مهفهفة بيضاء غير مغاضةترائبها مصقولة كالسجنجل

ثم قال { إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ } يعني: على بعثه وإعادته بعد الموت لقادر، ويقال على رجعه إلى صلب الآباء وترائب الأمهات لقادر والتفسير الأول أصح لأنه قال { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَائِرُ } يعني: تظهر الضماير ويقال يختبر السرائر { فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ } يعني: ليس له قوة يدفع العذاب عن نفسه ولا مانع يمنع العذاب عنه.