التفاسير

< >
عرض

وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيْتُونِ
١
وَطُورِ سِينِينَ
٢
وَهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ٱلأَمِينِ
٣
لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِيۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ
٤
ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ
٥
-التين

بحر العلوم

قوله تعالى: { وَٱلتّينِ وَٱلزَّيْتُونِ } وهما مسجدان بالشام ويقال هما جبلان بالشام (التين) جبل بيت المقدس (والزيتون) جبل بدمشق وقال قتادة (التين) الجبل الذي عليه دمشق (والزيتون) الجبل الذي عليه بيت المقدس ويقال (التين) الذي يؤكل وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال تينكم وزيتونكم هذا، وقال مجاهد: هو الذي يؤكل وهو قول سعيد بن جبير والشعبي ثم قال { وَطُورِ سِينِينَ } يعني: الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى صلوات الله على نبينا وعليه ويقال (الطور) اسم الجبل (سينينَ) يعني: ذا شجر ويقال التين معناه علي بن أبي طالب رضي الله عنه والزيتون فاطمة الزهراء بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله تعالى عنها وطور سينين هما الحسن والحسين سيدا الشهداء في دار الدنيا وهذا لا يصح في اللغة { وَهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ٱلأَمِينِ } يعني: مكة أمين من أن يهاج فيها من دخل فيها ويقال (الأمين) لجميع الحيوان الذي لا يجري عليه القلم ثم قال: عز وجل { لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } يعني: في أحسن صورة لأنه يمشي مستوياً وليس منكوساً وله لسان ذلق ويد وأصابع يقبض بها، قال بعضهم نزلت في شأن الوليد بن المغيرة وقال بعضهم نزلت في كلدة بن أسيد وقال بعضهم هذا عام { ثُمَّ رَدَدْنَـٰهُ أَسْفَلَ سَـٰفِلِينَ } يعني: رددناه بعد القوة والشباب والحسن إلى الضعف والهرم يعني: يصير كالصبي في الحال الأولى يعني رددناه إلى أرذل العمر ويقال رددناه يعني الفاجر والكافر بعد موته إلى أسفل السافلين في النار.