قوله عز وجل: { وقال اركبوا فيها بِاسم الله مجريها ومرساها إن ربي لغفور
رحيمٌ } قال قتادة: ركب نوح عليه السلام في السفينة في اليوم العاشر من رجب،
ونزل منها في اليوم العاشر من المحرم، وهو يوم عاشوراء، فقال لمن معه: من كان
صائماً فليتم صومه، ومن لم يكن صائماً فليصمه.
وقوله { بسم الله مجريها } أي مسيرها، { ومُرساها } أي مثبتها، فكان إذا أراد
السير قال: بسم الله مجريها، فتجري، وإذا أراد الوقوف قال: بسم الله مرساها.
فتثبت واقفة.
قوله عز وجل: { قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء } قال ذلك لبقائه على
كفره تكذيباً لأبيه، وقيل إن الجبل الذي أوى إليه طور زيتا.
{ قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم } فيه وجهان:
أحدهما: إلا من رحم الله وهم أهل السفينة.
الثاني: إلا من رحم نوح فحمله في سفينته وقوله { لا عاصم } يعني لا
معصوم. { من أمر الله } يعني الغرق.