التفاسير

< >
عرض

وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ ٱلأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً
٧٦
سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً
٧٧
-الإسراء

النكت والعيون

قوله عز وجل: { وإن كادوا ليستفزونَك مِنَ الأرض ليخرجوك منها } في قوله { ليستفزّونك } وجهان:
أحدهما: يقتلونك، قاله الحسن.
الثاني: يزعجونك باتسخفافك، قاله ابن عيسى. قال الشاعر:

يُطِيعُ سَفِيهَ القوْمِ إذ يَسْتَفِزُّهُ ويعْصِي حَكِيماً شَيَّبَتْهُ الْهَزَاهِزُ

وفي قوله { ليخرجوك منها } أربعة أقاويل:
أحدها: أنهم اليهود أرادوا أن يخرجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة، فقالوا: إن أرض الأنبياء هي الشام وإن هذه ليست بأرض الأنبياء، قاله سليمان التيمي.
الثاني: أنهم قريش هموا بإخراج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قبل الهجرة، قاله قتادة.
الثالث: أنهم أرادوا إخراجه من جزيرة العرب كلها لأنهم قد أخرجوه من مكة. الرابع: أنهم أرادوا قتله ليخرجوه من الأرض كلها، قاله الحسن.
{ وإذاً لا يلبثون خلافك إلا قليلاً } يعني بعدك، قال خلْفك وخلافك وقد قرئا جميعاً بمعنى بعدك، ومنه قول الشاعر:

عَفَتِ الدِّيَارُ خِلاَفَها فَكَأَنَّما بَسَطَ الشَّوَاطبُ بَيْنَهُم حَصِيراً

وقيل خلفك بمعنى مخالفتك، ذكره ابن الأنباري.
{ إلا قليلاً } فيه وجهان:
أحدهما: أن المدة التي لبثوها بعده ما بين إخراجهم له إلى قتلهم يوم بدر، وهذا قوله من ذكر أنهم قريش.
الثاني: ما بين ذلك وقتل بني قريظة وجلاء بني النضير، وهذا قول من ذكر أنهم اليهود.