قوله عز وجل: { وأحيط بثمرِهِ } أي أهلك ماله، وهذا أول ما حقق الله به إنذار
أخيه.
{ فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها } يحتمل وجهين:
أحدهما: يقلب كفيه ندماً على ما أنفق فيها وأسفاً على ما تلف.
الثاني: يقلب ملكه فلا يرى فيه عوض ما أنفق وهلك، لأن الملك قد يعبر عنه
باليد، من قولهم في يده مال، أي في ملكه.
{ وهي خاويةٌ على عروشِها } أي منقلبة على عاليها فجمع عليه بين هلاك
الأصل والثمر، وهذا من أعظم الجوائح مقابلة على بغيه.
قوله عز وجل: { ولم تكُنْ له فِئة ينصرونه منْ دونِ الله } فيه وجهان:
أحدهما: أن الفئة الجند، قاله الكلبي.
الثاني: العشيرة، قاله مجاهد.
{ وما كان منتصراً } فيه وجهان:
أحدهما: وما كان ممتنعاً، قاله قتادة.
الثاني: وما كان مسترداً بدل ما ذهب منه.
قال ابن عباس: هما الرجلان ذكرهما الله تعالى في سورة الصافات حيث
يقول:
{ إني كان لي قرين } إلى قوله { في سواء الجحيم } وهذا مثل قيل إنه ضرب
لسلمان وخباب وصهيب مع أشراف قريش من المشركين.
قوله تعالى: { هنالك الولاية لله الحق } يعني القيامة. وفيه أربعة أوجه:
أحدها: أنهم يتولون الله تعالى في القيامة فلا يبقى مؤمن لا كافر إلا تولاه،
قاله الكلبي.
الثاني: أن الله تعالى يتولى جزاءهم، قاله مقاتل.
الثالث: أن الولاية مصدر الولاء فكأنهم جميعاً يعترفون بأن الله تعالى هو
الوليّ قاله الأخفش.
الرابع: أن الولاية النصر، قاله اليزيدي.
وفي الفرق بين الولاية بفتح الواو وبين الولاية بكسرها وجهان:
أحدهما: أنها بفتح الواو: للخالق، وبكسرها: للمخلوقين، قاله أبو عبيدة.
الثاني: أنها بالفتح في الدين، وبكسرها في السلطان.