قوله تعالى: { خَتَمَ اللهُ على قُلُوبِهِمْ } الختم الطبع، ومنه ختم الكتاب، وفيه أربعة تأويلات:
أحدها: وهو قول مجاهد: أن القلب مثل الكف، فإذا أذنب العبْدُ ذنباً
ضُمَّ منه كالإصبع، فإذا أذنب ثانياً ضم منه كالإصبع الثانية، حتى يضمَّ جميعه
ثم يطبع عليه بطابع.
والثاني: أنها سمة تكون علامة فيهم، تعرفهم الملائكة بها من بين
المؤمنين.
والثالث: أنه إخبار من الله تعالى عن كفرهم وإعراضهم عن سماع ما دعوا
إليه من الحق، تشبيهاً بما قد انسدَّ وختم عليه، فلا يدخله خير.
والرابع: أنها شهادة من الله تعالى على قلوبهم، بأنها لا تعي الذكر ولا تقبل
الحقَّ، وعلى أسماعهم بأنها لا تصغي إليه، والغشاوة: تعاميهم عن الحق.
وسُمِّي القلب قلباً لتقلُّبِهِ بالخواطر، وقد قيل:
ما سُمِّيَ الْقَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبِهِ وَالرَّأْيُ يَصْرِفُ، والإنْسَانُ أَطْوَارُ
والغشاوة: الغطاء الشامل.