التفاسير

< >
عرض

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً
١٠٥
فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً
١٠٦
لاَّ تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً وَلاۤ أَمْتاً
١٠٧
يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً
١٠٨
-طه

النكت والعيون

قوله عز وجل { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً } فيه قولان:
أحدهما: أنه يجعلها كالرمل ثم يرسل عليها الرياح فتفرقها كما يذري الطعام.
الثاني: تصير كالهباء.
{ فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً } في القاع ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه الموضع المستوي الذي لا نبات فيه، قاله ابن عباس، ومجاهد، وابن زيد.
الثاني: الأرض الملساء.
الثالث: مستنقع الماء، قاله الفراء.
وفي الصفصف وجهان: أحدهما: أنه ما لا نبات فيه، قاله الكلبي.
الثاني: أنه المكان المستوي، كأنه قال على صف واحد في استوائه، قاله مجاهد.
{ لاَّ تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلآَ أَمْتاً } فيه خمسة أقاويل:
أحدها: عوجاً يعني وادياً، ولا أمتاً يعني ربابية، قاله ابن عباس.
الثاني: عوجاً يعني صدعاً، ولا أمتاً يعني أكمة، قاله الحسن.
الثالث: عوجاً يعني ميلاً. ولا أمتاً يعني أثراً، وهو مروي عن ابن عباس.
الرابع: الأمت الجذب والانثناء، ومنه قول الشاعر:

ما في انطلاق سيره من أمت

قاله قتادة.
الخامس: الأمت أن يغلظ مكان في الفضاء أو الجبل، ويدق في مكان، حكاه الصولي، فيكون الأمت من الصعود والارتفاع.
قوله تعالى: { وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمنِ } قال ابن عباس: أي خضعت بالسكون، قال الشاعر:

لما آتى خبر الزبير تصدعت سور المدينة والجبال الخشع

{ إلاَّ هَمْساً } فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه الصوت الخفي،قاله مجاهد.
الثاني: تحريك الشفة واللسان، وقرأ أُبيّ: فلا ينطقون إلا همساً.
الثالث: نقل الأقدام، قال ابن زيد، قال الراجز:

وهن يمشين بنا هَمِيسا

يعني أصوات أخفاف الإِبل في سيرها.